الكرم وفق فهمي هو ما تجود به النفس الإنسانية من عطاء تجاه الآخرين الإ أنه للأسف نجد الكثير من الناس يحصرون أو يربطون الكرم بالمادة الملموسة كالنقود والذهب والممتلكات والمقتنيات وما تعطيه أو تجود به من تلك الممتلكات أو المقتنيات للأخرين يعتبر في نظر الناس كرم نعم صحيح هو كرم ويمكن أن يكون هو سنام أو ذروة الكرم ولكن حسب ظني بأن الكرم لا يقتصر على الأشياء الملموسة من مال وما تم الطرق لها وحسب ، بل الكرم يتعدى ذلك بكثير ككرم الأخلاق وفي هذا الجانب يقول أمير الشعراء شوقي إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ،
كرم التعامل الحسن مع الصغير والكبير الغني والفقير مع الصديق والعامل البسيط دون أن يكون هناك تمييز في التعامل بين البشر فالبعض يعامل الغني أو صاحب الجاه معاملة أخرى تختلف عن تعامله مع الآخرين أيضا كرم الصدق كرم اللين …. الخ
الكرم لو أردنا أن نتحدث فيه وفي كل بند ونسهب فيه فيحتاج منا لساعات وأيام
فباب الكرم معين لا ينضب ولا يمكن أن ينتهي .
فمن يحصر الكرم بالمادة والمال ليس صحيح ولو حصرناها بذلك فنجد تسعة وتسعين وتسعة من عشرة من الناس بخلاء ولا يجيدون بما يملكون للأخرين
لذا صفة البخل لا يمكن أن يتم إسقاطها على أحد ويستثنى منها أحد بقدر ماهي صفة آنية ترتبط بفعل وزمن ومكان .
فالبخل صفة قد ترتبط بالمواقف أكثر من إرتباطها بأي شيء آخر ومدى نفسية الإنسان في تلك المواقف واللحظات التي يمر بها فعندما يكون الإنسان في ذلك الموقف سعيد ومتشجع واستماله ذلك الموقف فقد يجود أكثر ممن يوصمونه ويصفونه بالبخل وقد ينحدر وتظهر عليه صفة البخل في مواقف أخرى وهكذا ، فكم شاهدنا مواقف في محطات الحياة التي نمر بها ووجدنا أن من يتم وصمهم بالخل أكثر كرما وعطاءً ممن يظنون أنفسهم يتحلون بالكرم وأنهم أكرم منهم
وفي الختام لم نشاهد احد يوزع سيارته أو يخلي بيوته ويمنحها للناس أو يصفر أرصدته ويمنحها للأخرين .
فخفوا على الناس يا من تدعون أو تظنون بإنكم كرماء فالحياة مواقف وتعامل وعطاء كل حسب تقديراته وحسب سخاه ومدى همته .
الأربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٥ .
