
من هو فاقدُ الشعور… وكيف أستطعنا أن نطلق عليه ذلك الوصف .دون أن نعرف ماوراء ذلك الشعور .فاقد الشعور :
هو ذاك الذي يمشي بيننا كظلٍّ باهت، لا تهزّه كلمة حب، ولا يوجعه رحيل، ولا يضيئه لقاء.
تراه حاضرًا بالجسد، غائبًا بالقلب، وكأن الحياة تمرّ أمامه كعرضٍ صامت لا يثير فيه نبضة ولا دمعة.
هو إنسانٌ اختار الصمت الداخلي؛ جَمُدَت عيناه أمام الدموع، وتيبّس قلبه أمام الحنين.
فلا أنت تلمس منه دفئًا، ولا تستطيع أن تهديه من مشاعرك إلّا فراغًا يشبهه.
فاقد الشعور… ليس قويًا كما يظن البعض ، بل هو أضعف الناس؛ لأن قوّة الإنسان تُقاس بقدر ما يحبّ، وما يخاف أن يخسر، وما يتركه الآخرون من أثرٍ في داخله. فربما احاطت به جميع هزائم العالم ومازال صامدًا لايخشى من الحياة شيئًا،وكل اللي فقده أوجعه .