ذكرى خالده بقلبي

 

ندبة أبدية في قلبي وأغنية خالدة أطربُ بها ولا شيء آخر ، في مثل هذا اليوم قبل  اثنان وثلاثون عاماً زاد في السلم الموسيقي نغمة ، ولدتقصيدة جديدة في حنجرة شاعر  ، وعلى أصابع موسيقي تشكلت أغنية هائلة ، أصبح العالم مكانا أفضل لأن الإناث زدْن واحدة ، لأنأشجار العالم زدْن شجرة ، أُضِيف لمنزلكِ وللكرة الأرضية دفءٌ جديد وحضنٌ جديد ، وهناك في مكان قصي من العالم وردة تستعد لتنتهيعِطراً على فستانكِ.

وفي مثل هذا اليوم قبل اثنان وثلاثون عاما بدأ قلب أحدهم يتمرن باكرا على النبض والأحزان التي تنتظره في الغيب .

اثنان وثلاثون عاما من الأنوثة الأبدية ، الأنوثة الزرقاء الشاسعة ، تلك الأنوثة التي تستمطر القصائد والأغنيات ، من جباه الرجال وقلوبهم ،من أصابعهم ولياليهم ، تعتصرهم حتى آخر كلمة وأقصى تنهيدة ، وهم يحاولون فقط خدش أديم اللغة لأنثى دون جدوى ، إنكِ تستعدينللركض نحو الثلاثة والثلاثون بأقصى طاقات العطر والفتنة ، بأقصى طاقات الشِعر ونوتات الموسيقى ، وإن كل الورود التي حلّت على يومميلادك ليست سوى محاولات البساتين في مجارتكِ ، في الاقتراب من لمعانك ومحاكاة رائحتكِ .

فكي جدائلك وارقصي كغجرية بأقدامها ترتق شقوق أمنا الأرض ، ارقصي ليعلم الشتاء العالق على النوافذ أنكِ شمسٌ أبدية ، أطلقيضفائركِ إلى رئة الريح لينتشي الهواء ويتشظى إلى انسام تحملكِ ضوءً ضوءً إلى الحدائق والشوارع والممرات فتستيقظ المدينة من معطفها ،وارقصي كشجرة تمنح جسدها للريح .

كل عام وأنتِ أشد أنوثة وفتنة ، كل عام وأنا لا أعرفكِ سوى إنكِ امرأة من طفولة السكاكر ونضج الفطن ، امرأة من لُبّ الضباب واديم الغيمة .

الكاتبه/ سلوى خلفان المقبالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى