(بر جدة) وحملة مكافحة المخدرات: الإنسان أولاً في المعادلة التنموية
✍️ المهندس سمير بن أحمد القرشي*
*عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة، رئيس اللجنة الإشرافية
جاء تنفيذ جمعية البر بجدة لحملة التوعية بأضرار المخدرات تحت عنوان (لا للمخدرات أنتم تستحقون الحياة) والتي تتزامن مع الحملة الأمنية التي تم إطلاقها برعاية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ليؤكد أن دور المنظمات غير الربحية يتجاوز تقديم الخدمات للمستفيدين من المحتاجين، ليصل الى أداء العمل الاجتماعي بكافة أشكاله، والذي ينطلق أساساً من مفهوم (بناء الانسان وتنمية المكان) بما يشمل الحفاظ عليه من أي انحرافات تقوده الى مستنقعات الإدمان الآسنة بكل تداعياتها السلبية على الفرد والمجتمع .
لقد تضمنت البرامج التي قدمتها الجمعية عدداً من الملفات الصحفية التوعوية، والبوسترات التوجيهية، إضافة الى حزمة من الدروس والمحاضرات التوعوية التي استهدفت الأيتام القاطنين في دور الضيافة بغرض توضيح آثار المخدرات السلبية ومخاطرها على الصحة العامة وضرورة التفكر في مآلاتها قبل الوقوع في براثنها، كما تضمنت عدداً من التوجيهات التي تشرح طرق الوقاية منها، وكيفية اختيار الأصدقاء وتجنب قرناء السوء مع تفعيل التوجيه الوقائي بنشر التوعية والتعريف بجهود الدولة ولجان مكافحة المخدرات للتصدي لهذه الآفة الفتاكة .
أيضاً تضمنت جهود الجمعية إذكاء النزعة الدينية لدى الأبناء لتحصينهم من الانزلاق في مهاوي هذه الآفات الخبيثة وبث التوعية بين الأسر وإرشادها الى كيفية متابعة أبنائها ومعرفة العلامات الأولية التي تشير الى احتمالية تعاطي الابن أو الابنة، إضافة الى شرح العقوبات المقررة للمتعاطين والمهربين والمروجين .
إن هذه الجهود المقدّرة من جمعية البر بجدة تبشر بمستقبل واعد للقطاع غير الربحي في الحفاظ على مكتسبات الوطن وأبنائه بما يساهم في تعزيز الأمن والسلم الاجتماعي وحماية المجتمع من الآفات والسلوكيات الدخيلة والأفكار المغرضة التي تستهدف تقويض البنيان المجتمعي من خلال استهداف الأبناء .
ولعل ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من جهود المتطوعين والمتطوعات المسجلين بالجمعية في نشر التوعية يؤكد أهمية تكامل الجهود بين مختلف القطاعات لتقديم كل ما من شأنه رفعة الوطن والمواطن، وأهمية الاضطلاع بالمسؤوليات المجتمعية ذات الأثر المستدام الذي يحمي الفرد ويعزز جودة حياته من خلال دعم الصحة النفسية والعقلية والسلوكية لدى أبناء وبنات الوطن وبما يحقق مستهدفات رؤية المملكة التنموية 2030 .
وهذه دعوة لباقي مؤسسات المجتمع بكافة قطاعاته لدعم جهود جمعية البر بجدة وغيرها من الجمعيات والتي تحرص دوماً على أن يكون الإنسان أولاً في معادلة مخرجاتها المجتمعية التنموية.