قصائد و مقالات

ثقافة عقول وعربة فول

بقلم : منى فتحي حامد - مصر

عادات وطقوس لن تغيب عن مجتمعاتنا لحظة، نتذكرها كل حين بمشاعرنا وأحاسيسنا، وأوقات أخرى نتعايش معها لحظة بلحظة … واقع ملموس له الأثر الحقيقي الذي يستخدمه الأديب في كتاباته أو الفنان مع إبداعاته أو أشخاص أخرى بالتعامل مع الدنيا ولحظات جميلة مع تلك الأشياء البسيطة منها إعادة التوازن في الحياة بالتعامل مع الآخرين والتوافق مع الطبيعة وتعديل سلوك الأفراد بالاختلاط بالمجتمعات الميدانية ..

البعض ينظر إليها نظرة التعالي والسخرية أو الرفاهية، دنيا خالدة لا نهاية لها،و أشخاص ينظرون إليها بنظرةِ الحياة الهانئة الهادئة الصافية المتوجة بالصحة والستر وبالكلمة الطيبة … ثقافة تواضع وإنسانية وشعور بكل ممن حولنا، وحدة وأخوة وصداقة وألفة بين الغني والفقير، الصغير والكبير، رجل وامرأة، مع عدم تفاقم الأنانية ..

عربة الفول من الفلكلور بأغلب البلدان، خاصة بالميادين وبالأحياء الشعبية التي لا تزال تتوجها سمة الترابط والتماسك والإخاء والمحبة والمودة …. إلخ فهي تعتبر من عاداتنا الشرقية الأصيلة التي تحثنا دائما على لم الشمل وتواصل الأرحام وزيادة النعم والخير والبركة بالحمد والرضا سواءً تناولنا الطعام بجانبها أو شراءه وتناوله بالعمل أو مع الأسرة ..

إن النظر إلى عربة الفول يتلألأ بتألق الفن البسيط مع الذوق السامي، فهي تعتبر نموذجاً لرقي التعامل وتوارث عادات ومدى ارتقاء العقول بالتعامل لِسلامة البقاء و الإفادة، فمنها نلمح خصال المصداقية ووضوح الوصف ونقاء الأفئدة وتقابل أرواح بلا ماسكات أو زخارف كالمعتاد …

الفول ما أجمله وجبة لذيذة المذاق، طريقة إعداده سهلة جدا وبسيطة ليست بها أي صعوبة، يمكن تناوله كوجبة رئيسية في يومنا المعتاد، رخيص التكلفة، متوافر بالأسواق، الفول من البقوليات وأيضا غني جداً بعنصر البروتينات، غذاء بديل عن اللحوم التي لن يستطيع شراءها الطبقات الفقيرة، وتتواجد عربة الفول بأماكن معينة وبأزمنة معينة وبكثرة بالمناطق الشعبية خاصة في أوقات الصباح وأحياناً بالمساء بمناطق أخرى….

ثقافة غذاء شاملة تنوع واختلاف من بين خضار وفاكهة و لحوم.. إلخ شمولية بجميع أنواع الأطعمة المتاحة إلينا و باختلاف الظروف الدنيوية معنا، جميعها بها ميزات مفيدة لبناء صحة جيدة ، لا يجب الاكتفاء منها بنوعِ واحدِ فقط … بالنهاية المحبة والإخاء والخير والإنسانية هم بريق النعيم بجنات الانسانية ..

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى