
“حين يختبئ الحب خلف الزجاج المشروخ ”
في زوايا الحياة المظلمة، تختبئ قلوب لم تعرف النور طويلًا، قلوب حُبست خلف زجاجٍ مشروخ، تقيّدها أغصانٌ يابسة كأنها أيادٍ غادرة، وتغطيها خيوط العنكبوت كأنها سنين من الصمت الموحش.
“بعض القلوب لا يموتها الفقد دفعةً واحدة… بل تنهشها الأيام كما تنهش الغربان صدى الحياة الباقي فيها.”
إنها قلوبٌ وُلدت للحب، لكنها وجدت نفسها أسيرة خوفٍ قديم، أو خيانةٍ مفاجئة، أو انتظارٍ لم يأتِ. ومهما حاولت الصراخ، ظلّ الصوت حبيس الزجاج، لا يسمعه سوى صدى الألم.
تلك الغربان السوداء التي تحوم حول القلب ليست سوى رموز للخذلان، والخذلان لا يأتي وحده؛ إنه يجرّ خلفه جيوشًا من الأسئلة والندوب، ويترك القلب يواجه مصيره بين الانكسار أو النجاة.
“ما أشد قسوة أن يتحول القلب إلى قفصٍ لروحه، وما أرحم أن نكسر الزجاج ونسمح للنور أن يدخل قبل أن يأتي الغراب الأخير.”
قد يظن البعض أن القلوب حين تُكسر لا تُرمم، لكن الحقيقة أن الشقوق التي نُعانيها قد تكون هي الضوء الوحيد الذي يتسلل إلينا من جديد. ففي لحظة الانكسار يولد الوعي، ومن رحم الخسارة تخرج حياة أخرى أكثر صدقًا وأشد قوة.
وفي النهاية…
لسنا بحاجة إلى قلوبٍ محمية في قفص زجاجي، بقدر حاجتنا إلى قلوبٍ حرة، تعيش وتنزف وتتعلم. فالحب لا يموت ما دمنا قادرين على أن نؤمن به من جديد، حتى لو غطّت ملامحه الغربان.