قصائد و مقالات

“بين نعومة الريش ودفء الحنين”

الكاتبة وجنات صالح ولي

في ركنٍ هادئ من هذا الكون، حيث يتوقف الزمن قليلًا ليمنحنا فرصة الإصغاء إلى أنفسنا وبنفس الصمت، تتجسد أرواحنا في أبسط صورها: كمثل ريشةٌ خفيفة تحمل ملامحنا حين نحب ونكون في خفتها . وأخرى تقابلها كأنها تنتظر اللقاء منذ بدء الخليقة.

ليست الريشة هي ما أقصد ،بل هي مجرد رمزٍ للخفة واللين، هي إستعارة عن الروح نفسها؛ تلك الروح التي تظل تبحث عن شبيهتها، عن نصفها الآخر الذي يعيد إليها اتزانها. نحن لا نرى مزيجنا بين رجلًا وامرأة بقدر ما نرى وجهين يتجاوزان حدود الجسد، ويقتربان من مساحة لا تُقاس بالزمن ولا تُحدّد بالمكان، مساحة لا يسكنها سوى الحب.

الحب هنا ليس عاطفة عابرة، ولا نزوة وقتية، بل هو إنصهارٌ ناعم، كأن كلّ وجه منا صار ريشة في مهب الآخر. لا ثقل، لا قيود، لا حدود، بل خفّةٌ تُحلق في فضاء الألفة.
هو العناق الذي لا يحتاج إلى أذرع، بل يكفي فيه أن تتقابل النظرات، وأن تقترب الأنفاس حتى لو لم تتلامس.

إنها صورة تقول لنا:
الحب ليس ما نراه، بل ما نشعر به حين يتخفّف القلب من كل شيء، ويصبح كالريشة… شفافًا، صادقًا، خفيفًا، ومع ذلك قادرًا على أن يُحدث في الروح ارتجافًا لا يُنسى.

فلنصدق أن هناك دومًا نصفًا آخر يبحث عنا، وإن طال الانتظار. نصفٌ يكتمل بنا حين نلتقي، ويمنحنا الإحساس الذي لا يشيخ: إحساس أن للحياة معنى، وأن للوجود ظلًا من حنان.

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى