
حين يغيب الأب، تقسو الحياة…
وتغدو جدران المنزل بلا أعمدة، فيترنّح البيت كقلبٍ فقد سنده.
فالأب هو عمود الدار، وهو الأمان الذي لا يُشترى، وهو الظلّ الذي لا يزول.
غيابه يجعل الحياة موحشة، والسواد يعمّ الأرجاء.
تصبح الأماكن فارغة، والقلوب باكية، والليالي أثقل من أن تُحتمل.
الأب نعمة عظيمة، وسند لا يميل…
ومع غيابه تتكاثر الأسئلة التي لا جواب لها.
كم من يتيم خذلته الحياة، وغدر به القريب قبل الغريب…
وكم من قلب صغير احتمل وجعًا أكبر من عمره.
حين يغيب الأب… يتكلم الصمت،
وتتصاعد شهقات الروح شيئًا فشيئًا بلا صوت،
كأن الصمت وحده يتملك قلب اليتيم، يرافقه في كل لحظة، ويثقل أنفاسه.
فهل من أعمدةٍ أخرى ستحنو علينا؟
أم أن هذا الفقد لا يُعوض؟
إنها دنيا قاسية… كقسوة الحجارة، لا ترحم ضعفًا ولا تجبر كسرًا.