قصائد و مقالات

ومضات من زمن لا يُمهل

بقلم ✍️: زينة سليم سالم البلوشي

 

“الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك.”
كثيرًا ما سمعنا هذا المثل، ولم نكن ندرك معناه العميق،
حتى كبرنا وأدركنا الحقيقة المؤلمة الكامنة خلفه.
فالوقت يتسارع بلا توقّف،
يمضي كقطار لا ينتظر أحدًا،
ولم يكن يومًا في متناولنا.

يمرّ سريعًا كلمحِ البصر،
وتتسلّل لحظاتنا السعيدة أمام أعيننا كأنها ومضات خاطفة،
نرسم في ذاكرتنا مشاهدَ نكاد نُصدّق أنها حقيقة.
نُغمض أعيننا فنستعيد الذكريات الجميلة:
يدُ عمّتي وهي تُلاعبني،
أحاديثُها التي كانت تقوّيني وتشدّ أزري،
ووقوفُها الدائم إلى جانبي،
ذلك الوقوف الذي كان حبلَ نجاتي من قسوة الحياة وآلامها.
ومن خيوط الأمل نسجنا حياةً عشناها بكل حب.

واصلنا السير قُدُمًا،
نتناسى ما مضى؛
لا لأننا نسيناه، بل لأنّ التناسي كان أهون من التذكّر.

مشينا في طريقٍ مضاءٍ بنورٍ خافت،
كشمعةٍ تتحدّى الظلام؛
تُضيء قليلًا… ثم تنطفئ فجأة.

تابعنا المسير، لم نتوقّف،
لم نسمح لسلبيّات الحياة أن تلتهمنا،
كما تفعل النيران حين تحرق ما حولها بلا رحمة.

وكنا لا نزال نخطو… بلا توقّف.
لكن، يا تُرى:
هل سنكمل الطريق حتى نهايته؟
أم سنتوقّف في منتصفه، ونترك البقية معلّقة؟

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى