
كن كطفل… لا يرى إلا الجمال حوله.
عيناه لا تلتفتان إلى قسوة الواقع، بل تتعلقان بما يلمع، بما يُضحكه، بما يجعله يعيش اللحظة بحب خالص.
لكننا كبالغين، حين تتراكم فوق صدورنا الأعباء، يضيق بنا العالم حتى نشعر أننا نختنق. كل شيء يُجهدنا: الناس، المسؤوليات، وحتى الأحلام المؤجلة. وحين نحاول الخلاص، نكتشف أن الخيوط متشابكة، وأن التعب قد صار جزءًا منّا.
وفي قلب هذه الرحلة المرهقة، يبقى سؤالٌ يطرق أبواب الروح:
هل الحب الطفولي أو القديم يعيش مع الأيام؟ أم أن الظروف قادرة على تغييره؟
هل يُبقيه البُعد مشتعلًا، أم يطفئه شيئًا فشيئًا حتى يبرد؟
الحقيقة أن الحب ليس شعورًا ساكنًا، بل كائن حيّ يتغذى على الاهتمام، يموت بالإهمال، ويزدهر بالصدق. قد تهدأ المشاعر، لكنها لا تموت إن كان لها جذور عميقة. مثل شجرةٍ في صحراء، قد يظنها الناس يابسة، لكنها في أعماق الأرض ما زالت تحتفظ بماء الحياة.
فلتكن قلوبنا كالأطفال في براءتها، وكالأشجار في صبرها، نمنح الحب ما يستحق ليبقى حيًا مهما تغيّرت الظروف.