رحل رجل التوحيد

2 - مقتطفات ومنقولات من حياة الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمه الله..

✍️ صالح الريمي:

عُرف عن الشيخ عبد المجيد الزنداني، بشجاعته النادرة، بكونه شخصية ملهمة من الطراز الرفيع. وهو أحد الذين خبروا أسرار الحياة، ولامست أرواحهم معانيها العميقة، وامتلأ كيانه بالحق والحقيقة؛ فطار يُبشِّر العالمين بها، لا شيء يصدّه عن الجهر بالحق، ولا يمكن لقوى العالم أن تحدّ من إرادة الشيخ وبسالته في الذود عن حياض الدنيا والدين معًا. 
عاش الزنداني حياة مزدهرة، كان مُفجّر لطاقات الشباب وملهب لصدور الرجال أينما حلّ، وقد صهرت روحه كل المتناقضات، وبدت كيانًا توحيديًا، روح عليا لليمن الكبير، كان الرجل يملك رؤية واضحة للحياة، وقولًا فصلًا يطوي الحكمة بين جناحيه، ويهب الناس يقينًا موثوقًا يؤسسون به حياتهم، ويصح وصفه بأنّه أحد مؤسسي المجتمع اليمني الحديث وعقله البارز طوال قرن كامل.

وقد عاش الشيخ عبد المجيد الزنداني مختلفًا في كل شيء، عالمًا، مفكرًا، مجددًا، ورجل سياسة أيضًا، محاورًا لبقًا يجوب الأرض ويعيد ضبط التصورات الكبرى للوجود، وكان أيضًا رمزية إجتماعية تشيع روح المحبة والسلام بين أفراد المجتمع اليمني، وعاش رجل معرفة وحكمة تحفّه المهابة وتُشدّ إليه الرحال من كل مكان، وكان شعلة من الهدى وحاملًا لبصيرة عابرة للزمان..
وأخيرًا ترجّل الشيخ عبد المجيد الزنداني بعد قرن كامل من الزمان، عاش عمره كله قطرة قطرة، لم يعش الرجل لذاته، عاش منذورًا لحقيقة عليا، كان مملوكًا لفكرة تتجاوز الزمان والمكان، وأصبح علمًا من أعلام الأمة ورمزية عابرة للتاريخ، وإن كان هناك معنى للخلود البشري ففي شخصية الرجل تجسيد لهذا الخلود، لقد أنجز الرجل وعده لأمته، بذل كل حياته من أجلها ورحل محفوفًا بالمهابة والمجد.

وقد خلَّف الشيخ ذرية صالحة من أهل العلم والفضل، يكونون بإذن الله تعالى امتدادًا لدعوته واستمرارًا لمسيرته، وصدقة جارية يثقل الله بها ميزانه، فيا آل الزنداني: إن في الله تعالى خلفًا من كل هالك وعوضًا من كل تالف، وإنما المصاب من حرم الثواب، فما كان هُلْك الشيخ بالأمر الهين، بل نعلم يقينًا أن علمًا غزيرًا قد ذهب وقدوة حسنة قد أَفَلَت، لكنها سنة الله في الأولين والآخرين..
فاستعينوا بالله واصبروا، وليكن عزاؤكم في كثرة الداعين لشيخنا والمترحمين عليه والذاكرين إياه بالخير من صفوة المسلمين، وصدق نبينا عليه الصلاة والسلام حين قال (أنتم شهداء الله في الأرض)؛ فأحسن الله عزاءكم، وعظم أجركم، وغفر لشيخنا، وأجزل له المثوبة، وأبدله دارًا خير.ا من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وجيرانًا خيرًا من جيرانه، وجعل مرضه كفارة وطهورًا، والحمد لله على ما قضى وقدر.

*ترويقة:*
الشيخ عبد المجيد الزنداني: قصةُ حياته تحتاج أنهرًا من حبر الإنصاف، ثم تُسطَّر في مئات المجلدات، ليعرف أبناء الجيل من هو عبدالمجيد الزنداني، وما هي جهوده في نشر تعاليم الرسالة المحمدية..
ثم ‏لله وللتاريخ هذا الرجل أكثر شخص تعرض للظلم والاساءات والاتهامات الباطلة منذ عام 94 ميلادي حينما اوكلت إلى أجهزة المخابرات والأمن القومي مهمة الإساءة الى الشيخ وتشويه صورته، فرحم الله فقيد الوطن والامة العربية والإسلامية.

*ومضة:*
لم يعش الشيخ عبد المجيد الزنداني لذاته، عاش منذورًا لحقيقة عليا، كان مملوكًا لفكرة تتجاوز الزمان والمكان. علمًا من أعلام الأمة ورمزية عابرة للتاريخ، فعاش عزيزًا ومات مجيدًا.

 

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى