” حك رباي “!!

د. عبدالكريم الوزان

د. عبد الكريم الوزان
د. عبد الكريم الوزان

 

 

وتعني حق تربيتي من جهد وسهر وألم وانفاق وحب ومودة ومشاعر ومخاطر تجاه الأبناء الذين تم تربيتهم سواء كانوا من صلب الأبوين أو بخلافهما.

بعض الأبناء قد لايدركون معنى ذلك الا بعد فوات الاوان حينما يبلغ الكَبَر بآبائهم عتيا، أو يدركهم الموت، ولن ينفعهم الندم، وخاصة أنهم صاروا بمنزلتهم، وأخذوا دورهم تجاه أبنائهم. هنا تزيد حسراتهم ، ويتمنون لو ان القادر القدير يعيدهم الى الحياة الدنيا ، حتى يبروا بهم أكثر، لكن هيهات ، فاغتنموا الفرصة أيها الأبناء. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً} الاسراء – (23ـ25).

هذا بالنسبة للأبوين. طيب و(حك رباة) الوطن؟! ، أو ليس للوطن ان يطالب بحقه ممن عاش على أرضه وتنعم بخيراته وصار ذا قيمة بين ثناياه، وتغنى باسمه أبا عن جد على سهوله وفي وديانه وفوق جباله؟!.

الوطن بدوره يخاطب من جحد حقه ، سواء من هاجر عنه مرغما او طواعية ، أو من استثمر أمواله في الخارج ، بعد أن كون ثرواته تحت سماء بلاده .

بيد أن الأنكى من كل هذا وذاك (حك رباة) الوطن تجاه الخائن والعميل والولائي والفاسد والارهابي، الذي يستبعد ان يغادر يوما عالم الفناء الى عالم البقاء على آلة حدباء ، وهو أمر حاصل لامحال، غير مأسوف عليه .

يالخسة هؤلاء، يالبشاعتهم ، تأخذهم العزة بالإثم . كم يمقت الشرفاء الأصلاء وما أكثرهم هؤلاء الشرذمة، فلو خليت قلبت ، إنهم العراقيون النشامى الذين مازالوا يقبضون بأيديهم على الجمر، انهم وربي رفعة وفداء للوطن وحسبهم الله .

 

وطني اُحِبُكَ لا بديل

أتريدُ من قولي دليل

سيظلُ حُبك في دمي

لا لن أحيد ولن أميل

سيظلُ ذِكرُكَ في فمي

ووصيتي في كل جيل

حُبُ الوطن ليسَ ادعاء

حُبُ الوطن عملٌ ثقيل

ودليلُ حُبي يا بلادي

سيشهد به الزمنُ الطويل

فأنا أُجاهِدُ صابراً

لأحُققَ الهدفَ النبيل

عمري سأعملُ مُخلِصاً

يُعطي ولن أصبح بخيل

وطني يا مأوى الطفولة

علمتني الخلقُ الأصيل

قسماً بمن فطر السماء

ألّا اُفرِطَ في الجميل

فأنا السلاحُ المُنفجِر

في وجهِ حاقد أو عميل

وأنا اللهيب المشتعل

لِكُلِ ساقط أو دخيل

سأكونُ سيفاً قاطعاً

فأنا شجاعٌ لا ذليل

عهدُ عليا يا وطن

نذرٌ عليا يا جليل

سأكون ناصح

مؤتمن لِكُلِ من عشِقَ الرحيل*

 

*أحمد شوقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى