مرض الملك

بقلم *سميرالشحيمي*

في قديم الزمان يحكى إنه في مدينة أشتهر بها الطب والحكماء وكان يحكمها ملك غني جدآ؛ مرض هذا الملك مرضا خطيراً وأجتمع الأطباء لعلاجه ورأوا جميعاً أن علاجة الوحيد هو حصوله على كبد إنسان أن يكون فتى قويا لم يبلغ من العمر عشرون عاما وأن يقتله ويأخذ كبده .
فأمر رجال مملكته بالبحث عن شاب تتوفر فيه هذه الشروط المطلوبة، وطال البحث عن هذا الفتى عدة أشهر وألم الملك يزداد ويخاف أن يفقد حياته وعندما وجدوه فرح الملك وأرسل إلى والدي الفتى وحدثهما عن الأمر وأعطى لهما مالاً كثيراً وبيتاً جديدا شريطة أن يسلموه ولدهما، فوافقى على قتل ولدهما ليأخذ الملك كبده ويشفى من مرضه .
ونادى الملك القاضي وسأله إذا كان قتل هذا الشاب حلالاً ليتداوى الملك بكبده ؟ فأفتى القاضي الظالم بأن قتل أحد من الناس ليأخذ الملك كبده ليشفى به حلالاً .
أحضروا الفتى ليذبحوه ذبح النعاج وكان الملك مطلاً عليه من فوق شرفته، فرأى الفتى ينظر إلى جلاده ثم يرفع عينيه الى السماء ويبتسم،فستغرب الملك فنزل من فوق شرفته وأتجه نحو الفتى وسأله متعجباً: لماذا تضحك وقد أوشكت على الهلاك؟
قال الفتى : كان يجب على والدي أن يرحما ولدهما، وكان يجب على القاضي أن يعدل في قضائه، وكان على الملك أن يخاف الله في شعبه أما أبي وأمي فقد غرهما طمع الدنيا فسلما لك روحي والقاضي سألته فخافك ولم يخف الله فأحل لك دمي وأنت يا سيدي رأيت شفاءك في قتل بريء ولكل هذا لم أرى ملجأ لي غير ربي فرفعت رأسي إليه راضياً بقضائه.
فتأثر الملك من قول الشاب وبكى وقال :إذا مت وأنا مريض خير من أن أقتل نفساً زكية ثم أخذ الفتى وقبله على رأسه وأعطاه ما يريد وجعله من ظمن حاشيته وبعد عدة أشهر من هذه الحادثه من الله على الملك بالشفاء.

عزيزي القارئ من ترك شيئاً لله عوضه الله خيرآ منه وعندما تنقطع بك الأسباب توجه لمسبب الأسباب ونادي يا الله وأرضى بقضائه تسعد في الدنيا والاخرة .

تمت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى