*عالم أرواح شاكر العقيد *الروح الغاضبه*
الفصل الرابع والأخير
بقلم *سمير الشحيمي*
دخلت ميلاد إلى الحرم الجامعي تسأل عن الاستاذ شاكر العقيد حتى وصلت إلى مكتبه ولم تجده فأخبروها إنه الآن يلقي محاضره وماهي إلا دقائق حتى دخل شاكر إلى المكتب وجلس خلف طاولته وهو ينظر إلى المدام ميلاد: تفضلي اي خدمه استطيع ان أقدمها لك؟
ميلاد وهيه تقترب منه : إن روح زوجي الشريره تطاردني وتتوعد بالتخلص مني
شاكر : وهل أنا مصلح إجتماعي أم ماذا
ميلاد: أريدك أن تنقذني منه أرجوك
شاكر : انا لست شرطي بعالم الأرواح لكي انقذك منه ولا اعرف شئ بهذه الأمور ابحثي لك عن مشعوذ أو شيخ يساعدك
ميلاد: لكنهم دلوني عليك
شاكر : من هم؟
ميلاد : المشعوذه التي استدعت روح زوجي فاضل وهو الآن غاضب جدآ
شاكر : يالكم من حمقى تتعاملون بأمور أكبر منكم ويخدعونكم هؤلاء السحره والمشعوذين ويأكلون أموالكم بغير وجه حق
ميلاد : اعلم انها غلطه وندمت عليها أمي هيه السبب اقنعتني بعملية استدعاء روح زوجي لأعرف مكان الذهب والمجوهرات
شاكر: عماك الجشع والطمع ولم تفكري بالعواقب
ميلاد وهيه تبكي : أرجوك ساعدني لقد تخلو عني أريدك أن تساعدني ارجوك يا استاذ شاكر ارجوك
شاكر : حسناً حسناً سأحاول ان اساعدك
ميلاد : شكرآ لك شكرآ يا أستاذ شاكر
شاكر : أين يظهر لك روح المرحوم الآن؟
ميلاد : فالمنزل لا استطيع النوم يظهر لي ووجهه غاضب ويتوعد واسمع همس صوته ويقول لي الويل لك يا ميلاد يجب أن تموتي يا ميلاد
شاكر : الارواح مهما تقول فأنها لا تستطيع اللحاق ضرر بالبشر ولكن تحاربهم نفسياً
ميلاد : لكن يخرج لي بكل بقعه بالمنزل
شاكر : هل بينك وبين المرحوم خلاف
ميلاد: بيننا مشاكل زوجيه
شاكر: سأحضر غدا إلى منزلك مسآء
ميلاد :حقا؛ سأكون في انتظارك
شاكر : لكن يجب أن تحضر معك المشعوذه التي استدعت روحه لأن سنحتاج إلى عملية استدعاء أخرى لروح فاضل
ميلاد : هل ستقوم بستدعاء لروح زوجي في منزلي
شاكر : نعم لأنه المكان الذي سيكون متواجد فيه وسهل إحضاره وإنهاء الأمر
ميلاد : اتمنى أن ينتهي الأمر بسرعه
فخرجت ميلاد من مكتب الاستاذ شاكر العقيد وجلس شاكر العقيد يقلب أوراقه وماهي الا دقائق حتى أحس بأن شخص يحادثه أغمض عينيه قليلا وفتحها فوجد نفسه بمكان آخر غير مكتبه في شاطئ للبحر والامواج هادئه ومن تحت الموج خرج رجل ارتفع إلى السماء ثم توقف فنظر الرجل بتجاه شاكر العقيد وانقض عليه ففتح شاكر العقيد عينيه وقلبه يدق بقوه ووجد نفسه خلف مكتبه وقال بلهجه ساخره: يبدو أن صديقنا غاضب بالفعل ولا يريد مني أن اساعدها
وفي اليوم التالي مساءً ذهب الأستاذ شاكر العقيد إلى عنوان منزل المدام ميلاد واستقبلته مع أمها والبصاره حسنيه
البصاره سعيده جدآ وهي تقول للأستاذ شاكر العقيد: انا في غاية السعاده انني قابلتك يا أستاذ شاكر فأنا من المعجبين بك وبكتاباتك
الأستاذ شاكر وهو يجلس على الكنبه: لهذه الدرجه أنا لي معجبين بين المشعوذين والسحره؟
البصاره حسنيه : أحب كل ماتكتبه وخصوصا آخر كتاب بعنوان *القريه النائيه والأرواح المعزوله* كانت تحبس الأنفاس صدقني يا أستاذ شاكر
شاكر : مالذي جعلك تمتهنين هذه المهنه؟
البصاره حسنيه: لقد كنت صغيره وابحث عن اجوبه واستدعيت بعض الأرواح بالغلط وبعدها تعلمت ودخلت هذا المجال
شاكر : بعض الأوقات يكون الجهل نعمه لصاحبه
البصاره حسنيه: ولكنه يدر علي مبلغ من المال لا بأس به
قاطعت الحديث المدام ميلاد: هل سنظل كثيرا بهذا التعارف وروح فاضل الغاضبه تريد هلاكي
الاستاذ شاكر العقيد مبتسما: لا تقلقي سنتعامل معها الآن
؛ أين يظهر لك كثيرآ
ميلاد : بالطابق الثالث عند غرف النوم
صعد الجميع إلى فوق وطلب الاستاذ شاكر من البصاره حسنيه أن تبدأ بتجهيز المكان لإستدعاء روح فاضل الشريف وأم ميلاد متخوفه وتدعي :أحمي ابنتي يارب احفظها يارب
ميلاد تبكي والبصاره انتهت من تهيئة المكان ووضعت كرسي بآخر الممر وأشار لها الاستاذ شاكر أن تبدأ فبدأت البصاره حسنيه بستدعاء روح فاضل وهمهمت بكلماتها ولم تطل العمليه كثيرآ فهتز الكرسي بالظلام ونادت البصاره حسنيه: فاضل فاضل الشريف هذا انت
روح فاضل : نعم هذا أنا
البصاره حسنيه: نحن استدعيناك لأمر بينك وبين زوجتك والآن ترفض الذهاب لعالمك وتخيف زوجتك؟
روح فاضل بغضب:لن ارتاح حتى تموت ميلاد
البصاره حسنيه: لماذا؟ هيه لم تفعل لك شئ
ميلاد تبكي وتقول : سامحني إني اذيتك سامحني اني جرحتك سامحني ارجوك
روح فاضل : ذهب وقت السماح ولن ادعك بسلام يجب أن تموتي
الاستاذ شاكر : اتركها لم تفعل لك شئ
روح فاضل : فعلت الكثير ولن اتركها هيه سبب موتي
شاكر : لماذا وكيف تكون هيه سبب موتك؟
روح فاضل تصرخ بألم ويقول سترى الآن اغمض شاكر عينيه ثم قال لميلاد عينه: مالذي فعلته ياميلاد لقد كانت أكبر غلطه قمتي بها
ميلاد : ماهي أي غلطه شاكرساعدني
شاكر: أرى أن زوجك لم يكن قد فارق الحياه وكان على قيد الحياه حتى استدعيتم روحه وقتلتيه
ميلاد: أنا لم أقتل أحد أنا لم أقتل فاضل
شاكر : فاضل الآن يتواصل معي وهو الآن يحاورني يتهمك بقتلك له فلقد كان بعيدا عنك يقضي وقته الممتع مع زوجته الأخرى
ميلاد : مالذي تقوله يا أستاذ شاكر زوجي لم يكن معه زوجه أخرى غيري وأنا لم اقتله لقد وجدوه ميتا في عرض البحر
صمت شاكر وعم الهدوء المكان وفجأه فتح شاكر العقيد عينه وتغير لونها للاحمر كالجمر وهو ينظر إلى ميلاد البصاره حسنيه تقول: إن روح فاضل الشريف حاضره في جسد الاستاذ شاكر
قالت ميلاد وهي ترتجف: أرجوك سامحني يا فاضل أرجوك وهيه تبكي بحرقه
فاضل الشريف بجسد شاكر ويقول : لقد هربت منك ومن تكبرك وتعجرفك أعرف إنك تزوجتيني عن طمع وجشع
ميلاد : لكن أنا.؛قاطعها فاضل بصوته الغليظ وقال اصمتي فرتجفت ميلاد وحضنتها امها التي لا تقل خوف من ابنتها فأكمل فاضل حديثه : بدأت أوضاعي الماليه تتدهور والبنوك تريد امولها والمستثمرين أيضا ولم أجد حل واحد فقط هو أن اهرب بطريقة أن يظن الجميع انني ميت فعلا في هذه الحاله ستدفع شركة التأمين كل ديوني فلقد كنت أمنت على نفسي بمبلغ ١٠٠ مليون دولار في حالة وفاتي بطريقة غير طبيعيه وهنا جائتني فكره استأجرت جثة من إحدى المستشفيات الخاصه جثة ليس لها احد يطالب بها قريبه من بنيتي الجسديه وألبسته ملابسي التي خرجت منها من المنزل قبل اختفائي ورميته في عرض البحر بعد أن تعمدت في تشويه الوجه واليد ليصعب التعرف عليه حتى بالبصمات أو الملامح
ميلاد : لكن تلك كانت جثتك فلقد كان خاتمك المفضل في إحدى أصابع يد الجثه
فاضل : ألبسته خاتمي لكي يكون دليل على أنها جثة فاضل الشريف بكل تأكيد وأنتي أيتها الغبيه ستثبتي هذا عند معاينتك للجثه
البصاره حسنيه :لكن مادمت انك حي ترزق ذالك الوقت كيف انت الآن في عداد الأموات وروحك موجوده معنا
يلتفت جسد شاكر إلى البصاره حسنيه وصوت فاضل يقول : لقد زورت أوراقي واصدرت لي إسم جديد وجواز جديد وتم تهريبي في ليلة اختفائي إلى لبنان حيث زوجتي الثانيه لبنانيه وأفضل دوله للأختبئ بها فحملت معي جميع المجوهرات والذهب وبعتها بالسوق السودا ودفعت منها رشاوي لكي تنجح عملية هروبي وأبدأ حياه جديده في لبنان مع زوجتي الجديده بشخصيه جديده لكن فرحه ما تمت فلقد كنت على شواطئ لبنان الساحره لقد كنت في رحلة استجمام على *شاطئ خليج بونيتا* الرائع حتى أحسست بألم بصدري وقلبي يخفق بقوه وكأن أحد ينتزع روحي من صدري بقوه وسقطت ولم اشعر بنفسي الا وأنا معكم في تلك الليله
قالت البصاره حسنيه : في تلك اللحضه كنت أنت على قيد الحياه حتى قمنا بستدعائك لذالك كانت روحك لا تستجيب بالبدايه وعندما أتت كانت مرتبكه وخائفه يا إللهي لقد تسببنا بمقتلك
فاضل : نعم انتم السبب فلتفت إلى زوجته ميلاد وأشار إليها: الويل لك الويل لك ياميلاد
فسقط الأستاذ شاكر على الأرض ذهبت بتجاهه البصاره حسنيه وقالت : أستاذ شاكر أستاذ شاكر استفيق لقد ذهبت روح فاضل
فتح عينه ببطئ وقال :إنه موجود لم يذهب رأسي بينفجر زوجك ياميلاد صعب المراس بالفعل انه غاضب منك فنهض شاكر على قدميه ونظر بتجاه ميلاد فوجد ميلاد تنظر إلى آخر الممر وهيه تقول : حبيبي فاضل نعم انا اسمعك
أم ميلاد تنظر لها وتبكي : ماذا بك يا ابنتي مالذي تنظري إليه
ميلاد تبتسم : نعم ياحبيبي أنا أحبك ولا أستطيع العيش بدونك
الاستاذ شاكر : انها تتحدث مع روح فاضل يريد أن يفقدها عقلها لابد أن نخرجها من المنزل بسرعه
توجهت أم ميلاد إلى ابنتها ولم تكد تلمسها حتى سقطت على الأرض وكأن شخص قد جرها من قدمها تحركت البصاره حسنيه بتجاه أم ميلاد لتطمئن عليها فطارت المزهريه وضربتها على رأسها فسقطت على الأرض فصرخ الاستاذ شاكر : يافاضل اتركنا بسلام إذهب وعد من أين أتيت
ميلاد تضحك وتقول : احبك يافاضل احبك كثيرا. اقترب الاستاذ شاكر من ميلاد فنظر بتجاه الذي تنظر إليه هناك شخص واقف ظل اسود ويأشر بيده بالاتجاه الآخر عندما اللتفت بتجاه الذي يأشر عليه كان يأشر على البلكونه مالذي يقصده ماذا هناك بالبلكونه نظرت إلى ميلاد وهيه تنظر إلى البلكونه وتقول : بالفعل إن الجو جميل جدا اريد أن استنشق بعض الهواء المنعش فتجهت تجري إلى البلكونه الأستاذ شاكر يجري ورائها فلقد علم إنه يريدها أن ترمي نفسها من البلوكنه من الطابق الثالث لمنزلهما الاستاذ شاكر يجري خلفها ليمنعها ولكن تحرك الكرسي من مكانه ليعيق حركة الأستاذ شاكر العقيد ووقع بلأرض وهو ينظر إلى ميلاد وهيه تضحك وتقول: انا قادمه يا حبيبي انا قادمه فقفزت من البلوكنه وامها تصرخ عليها ولكن ما من مجيب سقطت ميلاد من الطابق الثالث وفارقت الحياه؛ فتوجه نظر الأستاذ شاكر العقيد بتجاه الممر والظل الأسود يتلاشى ويختفي ام ميلاد والبصاره حسنيه عند البلوكنه وأم ميلاد تبكي وتصرخ ووقف بجانبها الاستاذ شاكر وهم ينظرون إلى جثة ميلاد ممدده بلأرض وغارقه بالدماء ورأى شاكر روح ميلاد وهيه تطير بجانب روح فاضل واختفوا بالسماء
تم استدعاء الشرطه إلى المنزل وخرج الاستاذ شاكر العقيد ومع البصاره حسنيه ويقول لها : يجب أن تتوقفي عن استدعاء الأرواح
البصاره : لا استطيع انه جزء من حياتي عالم الأرواح
شاكر : ألم تكفيك ما فعلتيه استدعيتي روح شخص حي وهو الآن تسبب بموت شخص آخر
البصاره حسنيه : إنها غلطتها ما رأيك أن نعمل معا يا أستاذ شاكر سنكون ثنائي رائع بمحاربة الأرواح الضائعه
نظر إليها الاستاذ شاكر وركب سيارته وقال : اتمنى لك يوما سعيدا واستمتعي مع الأرواح الضائعه فنطلق بسيارته إلى منزله واختفى في زحام الطريق
انتهت