الحكواتي يأسر أسماع زوار مهرجان النّهام

الدمام – مريم البراهيم :

في ركنه الهادئ في مهرجان النّهام الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في الواجهة البحرية بالدمام، وفي منأى عن قرع الطبول وأصوات النّهامة، يجلس الحكواتي أو الراوي ليصحب زوار المهرجان بأسلوبه الخاص إلى أعماق الفنون التراثية السعودية والخليجية، عبر حكايات حفظتها ذاكرة المنطقة وتوارثتها الأجيال شفهياً .

ويتربع الحكواتي في مكان مرتفع في منطقته الخاصة باللباس التراثي مع كتاب قديم، وحوله مقاعد الزوار في تمثيل للمجلس التقليدي الذي كان يحييه الحكواتي، ليسلط الضوء على هذه المهنة التي كانت تؤنس المجالس والمقاهي في الحقب الزمنية القديمة، حيث كان الحكواتي يتميز بقدرته الفريدة على السرد وتبنّي الأساليب المختلفة واللهجات المتباينة في حديثه، وذلك ليضيف لمحات مشوّقة على قصته بطابعه الخاص، ليأسر بذلك اهتمام المستمعين أي كانت تفضيلاتهم الأدبية.

وإلى جانب الحكواتي يضم مهرجان النّهام عدداً من أصحاب الحرف التقليدية التي كانت تعتبر من أبرز المهن في مدن الساحل الخليجي في الأزمنة القديمة، ومنها: صانع الشباك الخاصة بصيد السمك، والحدادين الذين يوفرون كامل احتياجات السفن من مسامير بمختلف الاحجام، ودعامات تساعد على تعزيز قوة هيكل المراكب والزوارق، والحرفيون المتخصصون بصناعة المشغولات اليدوية من السعف والخوص، وغيرهم الكثير من الحِرف التقليدية .

يذكر أن مهرجان النّهام الذي يقام خلال الفترة (27 أكتوبر – 2 نوفمبر) يأتي ضمن جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية في إثراء الحراك الثقافي في المملكة، وتعزيز حضور الفنون الأصيلة في المشهد الثقافي، كما يعكس حرص وزارة الثقافة على توطيد التبادل الثقافي الدولي بوصفهِ أحد أهدافها الإستراتيجية تحت مظلة رؤية السعودية 2030، ومدّ جسور التواصل الثقافي عبر تسليط الضوء على الأواصر المشتركة بين المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى