*افتح مجلسك معنا ضيف*
✒️ صَالِح الرِّيمِي :-
إخوة متهاجرون بسبب فتات من فتات الدنيا حقير أو بسبب موقفٍ لم يرضِ أحدهما ولم يسامح عليه الطرف الآخر أو يعفو أو يعتذر منه. وبعض الإخوة يشتكي بعضهم بعضًا في دهاليز المحاكم أو لدى القضاء بسبب عرض من أعراض الدنيا الفانية. وتجد أحدهما يتهجم على الآخر بكلام لا يجب أن يقال للأبعدين فكيف بالأقربين، بل فكيف بالإخوة؟!
وعكس مقدمة مقالتي شاهدت مقطعًا جميلًا ومذهلًا..
في موقف مهيب بشكل رائع، موقف حرك أحاسيس قلبي وهيج مشاعر روحي وأسقط دمعتي في بادرة اجتماعية رائعة. مجموعة من الإخوة الأشقاء، بعد خلاف بسيط بينهم، ولأهمية صلة الرحم والقرابة رأوا أن يذيبوا جليد الخلاف بينهم، فاتصلوا بأخيهم الأكبر الساعة العاشرة ليلًا. ليعبروا له عن تسامحهم مع أخيهم الأكبر.
الإخوة اتصلوا بأخيهم قائلين له: “افتح مجلسك معنا ضيف يريد مقابلتك”، وعندما قدِموا إليه وسألهم عن الضيف الذي لم يشاهده معهم؟ فأجابوه بأن الضيف عبارة عن سيارة صالون لكزس جديدة بقراطيسها..
إن من أعظم الصلة أن تنفق على فقيرهم، وتساعد محتاجهم، وتصل رحمك بالسؤال أو الاتصال والسلام، فإن استطعت فهو أمر عظيم لا يوفق إليه إلا موفق، لكن على النقيض إن الناظر لأحوال بعض الناس اليوم يجد أنهم قصروا في صلة الرحم، وأصبح بعض من الناس لا يصل رحمه ولا يعرف عن رحمه شيئًا.
*ترويقة:*
قال تعالى:﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾، والمعنى: أن الصلح بين من بينهما حقٌّ أو منازعة في جميع الأشياء، أنه خير مِن استقصاء كلٍّ منهما على كلٍّ حقَّه؛ لما فيه من الإصلاح، وبقاء الأُلفة، والاتصاف بصفة السماح، ومتى وُفِّق الإنسان لهذا الخُلُق الحسن، سهُل حينئذٍ عليه الصلح بينه وبين خصمه..
فمن عفا وأصلح، زاده الله عزًا، ولم يذل أو تُقل منزلته، ومَن عُرف بالصفح والعفو، ساد وعظُم في القلوب، وزاد عزه، وأجره في الآخرة كبير.
*ومضة:*
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾، وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى. قال: صلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقه
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*