حوارات

مجلس الحكواتي الثقافي يستضيف الأديبة والمربية طاهرة بنت راشد الشامسية

أدار الحوار . فايل المطاعني (الحكواتي )

حين تلتقي التربية بروح الأدب… حكاية امرأةٍ كتبت لتُربي، وعلّمت لتُنير.
في مساءٍ مفعمٍ بنكهة الفكر، ودفء الحرف، يفتح مجلس الحكواتي الثقافي نوافذه على ضوء التجربة والإنسان، ليحاور قامةً تربويةً وأدبيةً استثنائية جمعت بين رسالة التعليم ووهج الكتابة.
ضيفتنا اليوم هي الأستاذة طاهرة بنت راشد بن مصبح الشامسية، المربية التي آمنت أن التربية فعل حبٍّ قبل أن تكون مهنة، والأديبة التي جعلت من المقال وسيلتها لتغذية الروح بالفكر والنور.

الحوار

س 1: نرحّب بكِ أستاذة طاهرة في مجلس الحكواتي الثقافي. لنبدأ من البداية… كيف كانت أولى محطاتك في عالم التربية والتعليم؟
ج 1: شكرًا لكم على هذا اللقاء الدافئ. بدأت رحلتي التربوية منذ تخرّجي من جامعة السلطان قابوس عام 1997م، حاملةً بكالوريوس في التربية الرياضية. كانت تلك البداية البسيطة التي رسمت مسار حياتي، حيث وجدت نفسي بين طلابي أتعلم منهم كما أعلّمهم، وأكتشف في كل يوم أن التعليم ليس مجرد وظيفة، بل حياة كاملة من العطاء.

س 2: من الميدان التربوي إلى الكتابة الأدبية… كيف حدث هذا الانتقال الجميل بين العطاءين؟
ج 2: لم يكن انتقالًا بقدر ما كان امتدادًا طبيعيًا. فالتربية والكتابة وجهان لرسالة واحدة، كلاهما يسعى لبناء الإنسان وتنمية وعيه. في لحظةٍ ما شعرت أن ما أقوله في الصفوف يستحق أن يُكتب، وأن تجربتي مع الطلبة والمجتمع تحمل رسائل يمكن أن تصل إلى قلوبٍ أوسع عبر المقال.

س 3: نُلاحظ أن مقالاتك تجمع بين الهدوء والعمق، بين التأمل والرسالة… كيف تختارين موضوعاتك؟
ج 3: أكتب حين أشعر أن هناك فكرة تُلحّ عليّ. أحيانًا يكون الموقف التربوي هو الشرارة، وأحيانًا تأمل إنساني بسيط في تفاصيل الحياة. ما يهمني أن يكون النص صادقًا، يحمل قيمة، ويضيف شيئًا ولو صغيرًا لوعي القارئ.

س 4: نشرتِ أكثر من واحدٍ وثلاثين مقالًا بين الفكر والتربية والإنسان. أيها الأقرب إلى قلبك؟
ج 4: كلها قريبة، لأنها مراحل مختلفة من رحلتي، لكن ربما يبقى مقال «طاهرة وحلم اليقظة» الأقرب، لأنه يمسّ تلك المسافة الحساسة بين الواقع والطموح، بين ما نعيشه وما نحلم أن نكونه.

س 5: بعد مسيرةٍ طويلة في التعليم، ثم التقاعد، كيف ترين نفسك اليوم خارج أسوار المدرسة؟
ج 5: التقاعد لم يكن نهاية، بل بداية جديدة. أنا اليوم أعلّم بطريقة أخرى، بالكلمة والفكرة. أؤمن أن الصف الحقيقي هو الحياة، وأن الكتابة شكل من أشكال التعليم غير الرسمي. كل مقال أكتبه هو حصة فكرية أقدّمها لمن يرغب أن يتأمل.

س 6: برأيك، ما الدور الذي تلعبه المجالس الثقافية كـ “مجلس الحكواتي” في دعم الفكر والوعي الأدبي؟
ج 6: هذه المجالس تمثل منارات ضوء في زمنٍ يتسارع فيه كل شيء. مجلس الحكواتي نموذج جميل للاحتفاء بالكلمة وبالوجوه الثقافية التي تعمل بصمت. هو مساحة حوار، وبيت فكرٍ، يعيد للأدب مكانته كجسر تواصل بين الأجيال.

س 7: كلمة أخيرة توجهينها لقرّائك ولمجلس الحكواتي الثقافي.
ج 7: إلى قرّائي أقول: لا تتوقفوا عن القراءة، فالقراءة طريق الوعي والحرية.
ولمجلس الحكواتي أقول: شكرًا لأنكم تجعلون من الحكاية فعلاً وطنيًا، ومن الحوار مساحة للنور. أنتم تُعيدون للثقافة دفئها، وللمبدعين احترامهم، فشكرًا لهذا الحضور الذي يليق بالكلمة.
الختام

بين دفاتر التربية وأوراق المقالات، نسجت الأستاذة طاهرة الشامسية سيرةً تجمع الفكر بالوجدان، والتعليم بالأدب.
كان هذا اللقاء في مجلس الحكواتي الثقافي فرصةً للاقتراب من امرأةٍ آمنت أن الحرف يمكن أن يُربّي، وأن الفكرة يمكن أن تُغيّر.

شكرًا للأستاذة طاهرة على هذا الحضور الواثق،
وشكرًا لـ مجلس الحكواتي الثقافي على ما يقدمه من مساحاتٍ مشرقة للحوار والإبداع.
إلى لقاءٍ جديد يجمعنا بحكايةٍ أخرى من حكايات الفكر والنور.

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى