
الثقافة
كثيرًا ما يقولُ البعضُ على إنسان أنه مثقف .
وهنا تُقاسُ الثقافة حسب القائلين بمَدى معرفتِه واطِّلاعِه وخصوصًا إذا كان يتحدثُ لُغًة أو أكثر إضافًة إلى اللغةِ العربية .
هذا أمرٌ جيِّد .
لكن في البداية لا بدّ من معرفةِ مفهوم الثقافة .
فالثقافةُ لها عِدةُ مفاهيم ،
ويبقَى المفهوم الأدق والأشمل لها هو ؛
أن الثقافةَ هي عِدَّةُ عاداتٍ وتقاليدَ ومَوْروثاتٍ تُميزُ فِئةً من الناس عن أخرى ،
أو تُميزُ شَعبًا عن آخَر .
جميلٌ بحق هذا المفهوم ،
لأنه يُوَضحُ لنا أن تلك العادات والتقاليد والموروثات حسَنَةٌ .
ولولا هذا لما مَيَّزت تلك الفئةِ عن غيرِها ، أو ذلك الشعبُ عن غيرِه .
نعم القراءةُ والإطلاعُ والمعرفةُ هم من أهم أركان الثقافة ،
لكن بالمفهوم الأشملِ سالفَ الذِّكرِ نجِدُ أن هناك قصورٌ في ثقافتِنا .
فأيُّ ثقافةٍ هذه التي تجعلُ من صاحبها إنسانًا ينشأ على غيرِ إعطاءِ الطريقِ حَقَّه في أن نحترم قواعد وقوانين المرورِ سواءً كُنَّا مارِّينَ أو راكبين ،
وغَفِلنا عن أن ذلك كله من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وسائر الأديان السماوية .
أيُّ ثقافةٍ نحن عليها تجعلُنا نتزاحم في وسائل المواصلات ومحطات المترو والقطارات .
ثقافةٌ تجعلُ البعض يرى رجلا طاعِنًا في السِّن أو امرأةً طاعِنًة في السِّن يحاول أحدهما أو كلاهما عبور الطريق ولا يأخذُ بيدِه .
ثقافةٌ تجعلُ الراكبَ لسيارته أو سيارةَ أُُجْرَةٍ يُلقي بالأكياس الفارغة من نوافذ السيارة .
وهنا أيضا مخالفة للقرآن الكريم وسُنَّةُ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ثقافةّ تجعلُ البعض حتى لا يفهم أو يعي آدابَ التحدُّثِ والإستماع .
ثقافةٌ جَعلت من المرأةِ المتحشمةُ في زيِّها وحجابِها أُضحوكًة في بعض الأماكن التي يقولون عنها ؛
( حي راقي )
فهذه السيدةُ بهذا ليست مثقفة وغير عصرِية .
ثقافةٌ جَعلت من ضوضاء المهرجانات وما يسمونه بالفن الشعبي هو الذوق السائدُ في المُجتَمعاتِ إلَّا مَن رحِمَ ربي ،
ثقافةٌ جعلت من المسلسلات فنًّا يدعو في طيَّاتِه إلى التدخين وتعاطي المخدِّرات
ويُرسِّخُ مفهوم الرذيلة والعلاقات المشبوهة المُحرَّمة .
ثقافةٌ جعلت من أشعارٍ لا تعرف معنى الشِّعرَ شِعرا .
وقِصصًا فقدَت مفهوم القصةِ تُقرَأ .
وبرامجَ على شاشاتِ التِّلفازِ كلُّ ما نَخرجُ به منها هو إسمُ مقدم البرنامج سيدًة كانت أو رجلا ،
ومن هو الضيفُ الكريم .
ثقافةٌ جعلتنا نُقحِمُ مُفرداتٍ أجنبيةٍ وسط كلماتنا ،
ثقافةٌ جعلت الرجالُ يتشبَّهنَ بالنساء .
وجَعلت الولد والبنت يخضعون بالقَوْل بحجة أنه ( الإتِكيت ) .
هذا جزءٌ من كُل .
وفي الأخير :
الثقافةَ هي عِدَّةُ عاداتٍ وتقاليدَ ومَوْروثاتٍ تُميزُ فِئةً من الناس عن أخرى ،
أو تُميزُ شَعبًا عن آخَر .
أي هي الإلتزام بتعاليم صحيح الدَّين والسُنَّة النبويةِ الشريفة .
فوالله إن إلتزمنا واتَّبعنا لتحقق المفهوم الأشمل للثقافة ولأصبحنا شُعوبًا لا يُضاهيها أحد .



كل الشكر أخي الكريم أستاذ كمال فليج
مشكور اخي على مرورك الكريم تحياتي