مقالات

الصداقــة

بقلم / أم الحسن والحسين

الصداقة الحقيقية ليست تلك التي تُعلنها الصور والمنشورات، ولا التي تُقاس بعدد الاتصالات أو اللقاءات، بل هي شعور صادق يسكُن القلب فيطمئنه، ودفء خفيّ يرافقك حتى في صمت الأيام،

الصداقة الحقيقية تُبنى على الثقة المتبادلة، على صدق لا يتلوّن بتغيّر الظروف، وعلى محبةٍ خالصة لا تعرف معنى المصلحة ولا تنتظر المقابل، الصديق الحقيقي هو من يحفظ سرّك كما يحفظ قلبه، من يراك في ضعفك ولا يبتعد، من يفهم وجعك من أول نظرة، ويمنحك الأمان دون أن تطلبه، هو ذاك الذي يشاركك الفرح كأنه له، ويقتسم معك الحزن كأنه نصيبه،

الصداقة الحقيقية تشبه نسمة الصباح حين تلامس وجهك برفق، لا تُحدث ضجيجًا لكنها تُعيد للحياة معناها، هي علاقة لا تفرض حضورها، لكنها تُشعرك دائمًا بأنك لست وحدك في هذا العالم المزدحم بالوجوه العابرة، فالصداقة التي تُبنى على المصلحة تزول بزوالها،

أما التي تُبنى على المحبة والمودة والنية الطيبة، فتبقى راسخة كجذر شجرة لا تهزها العواصف، بل تزداد ثباتًا مع مرور الزمن، فا حفظوا أصدقاءكم الصادقين، وابتعدوا عن من يجعل الصداقة ميزان ربح وخسارة. لأن في زمن الزيف، وجود صديقٍ حقيقيّ واحد، يُعدّ مكسبًا لا يُقدّر بثمن

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى