
كتبتُكَ شِعرًا في القلوبِ قصائدا
وعزفتُ بالأوتارِ لحنًا مُجيدا.
وزوَّقتُ سطري بالزهورِ كأنها
عبيرُ الرُّبا يُهدي الحياةَ ورودا.
رسمتُ الحروفَ على الغصونِ ففاحَها
شذاها يفوقُ الوردَ ريحًا وبُودا.
وعصرتُ من زهرِ الكلامِ رحيقَه
كزيتٍ معَ العطرِ الجميلِ مزيدا.
يُغنّي على الأسحارِ طيرٌ مغرّدٌ
فيشرقُ حرفي كلَّ صبحٍ جديدا.
سطورٌ كألحانِ العُـــودِ بُثَّتْ حلاوةً
وأنتَ لها عَزفًا جميلا وفيدا.
كتبتُ اسمَك المنثورَ نورًا مُضيئًا
كقمرٍ أزالَ الليلَ حينَ استبيدا.
ملأتَ كتابي بالسطورِ محبةً
وصارَ غرامي فيك سرًّا مشيدا.
فأقرأهُ دومًا مُنبهرًا بذكركمُ
فيصرخُ قلبي بالهوى مستجيدا.
فإن غبتَ عن عينيّ ضاقَ فؤادُنا
وأشعلتُ نارَ الشعرِ حزنًا شديدا.
رأيتُكَ في حُلمي سناهُ مباسمٌ
فلمّا صحوتُ رأيتُ وهما بعيدا.
أأنتَ وهمٌ أم حقيقٌ مُجسَّدٌ
أم الدهرُ أهداني جمالاً فريدا؟
وإن كنتَ حرفًا في كتابٍ من الشعر
فقد صرتَ معنى للحياةِ وسيدا.
كتابٌ إذا أُغلقْتُ صفحاتهُ أرى
حروفَك تبقى في الفؤادِ قصيدا.