منوعات

دعوة لتألف المذاهب الإسلامية ونبذ الخلافات المذهبية تحت شعارنا الإسلام ” أنا مسلم “

خالد غواص
سلطنة عمان ، محافظة ظفار

نحن جميعا كعرب ومسلمين ندين بدينا واحداً وهو الدين الإسلامي آخر الأديان والرسالات السماوية المنزلة من الله سبحانه وتعالى للبشرية جمعاء دون تحديد أو تخصيص فئة أو نسل معين من الناس ليكون بذلك مسك ختام الديانات وإنطواء ودخول بقية الديانات السابقة الأخرى تحت لواء هذا الدين حيث يقول جل في علاه “ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ”
فالدين هو الإسلام وهو آخر الرسالات السماوية المنزلة للبشرية جمعاء والنبي محمد صل الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والمبشر والنذير لكل البشر والكتاب هو القرأن المنزل من الله سبحانه وتعالى
لم يكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام مذاهب ومدارس معينة كان الجميع تحت لواء واحد وهو أشهد أن لا إله الإ الله وأشهد أن محمد رسول وما قال الله وقال الرسول ثم بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وموت الصحابة السابقين رضوان الله عليهم المعاصرين له وقدوم صف التابعين وتابعيهم تولدت المذاهب وما تولد فيها من أحاديث ووقائع تنسب للدين كلها أتت بالنقل والسرد والقياس ولم يشهد عهدهم إختلافات محورية كبيرة حينها ،
حتى جاء عصرنا الحديث وبعد أن تم تحديد الدول وتقسيم وترسيم حدود بينها أواخر القرن التاسع عشر وتكاثرت الشعوب والأجناس والملل التي تدين بدين الإسلام تم تداخل وتواصل الشعوب مع بعضها البعض عبر قنوات الأقمار الصناعية الساتل تلاها لاحقا تطبيقات تواصل النت والتقنية التكنولوجية المتاحة فمن هنا بدأنا نعرف من خلال ما نشاهد ونسمع ونقرأ الاختلافات والإقصاءات والمسميات المذهبية والتكفير والتخوين والهمز واللمز وكل مذهب يرى أنه على صواب وبقية المذاهب الأخرى على خطاء وضلالة ، فتولد الهوان والضعف والحروب بين المسلمين وكل هذا بإعتقادي بسبب البعض من مشايخ الدين المتشددين المتعصبين ولا يستثنى أي مذهب من الخلو منهم فهم من ولدوا مثل تلك النعرات وتلك الخلافات وبرزوا بها للسطح ، فعوام الناس لا ذنب لهم فهم متلقين وأعوان معاك معاك عليك عليك وكل فئة منهم باتت تناصر ما يملونه عليهم شيوخهم وفق كتبهم ومذاهبهم ومعتقداتهم
قد لا نختلف من حيث المذاهب وقناعات الناس بها وبمذاهبهم كل حسب مذهبه ومعتقده ولكن الخلاف في الطعن والسب والشتم والتخوين فهذا ما أتى الله به من سلطان والمسلمين ليسوا مكلفين بتخوين بعضهم البعض فإذا ما أراد المسلمون النجاة بدينهم فعليهم نبذ الخلافات المذهبية والطائفية ولا يعيبوا على بعضهم البعض ولا يخطئوا بعضهم البعض فجميعنا مسلمين فلنتعايش مع بعض كلٍ حسب معتقده ومذهبه وكما أشرنا تحت إسلام واحد وتحت قرأن واحد ونبي واحد ونحارب جميعنا الطائفية والغلو فيها لأنها بكل تأكيد لن تقوي من شوكة وتلاحم وترابط وقوة المسلمين بقدر ما تضعفهم وتهون بهم وبدينهم ونترك الحساب والعقاب لله رب العالمين من منطلق دعوا الخلق للخالق فهو وحده كفيل بالناس وبالمذاهب ، جميعنا نتفق على أركان الأسلام الشهادتان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ونؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره من الله سبحانه وتعالي
جميعنا كمسلمين نتفق على أركان الإسلام وأركان الإيمان فلما نختلف إختلافنا لا يقوينا بقدر ما يضعفنا ويرمي بنا للتهلكة والحروب والطائفية وهذا مبتغى وما تتمناه الأمم والشعوب الأخرى لنا التي باتت تدخل علينا كمسلمين من خلال مذاهبنا الإسلامية لكي نتناحر ونتحارب ونتباغض ونتفرق فيضعف بذلك مد الإسلام وهم يتقوون فتجد كلٍ منا بحاجةٍ لهم فيملون شروطهم علينا مقابل مصالحهم ،
أخواني المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أتمنى أن تصل كلماتي المتواضعه هذه للجميع وأن نعيد التفكير في وضعنا وما وصلنا إليه من هوان وضعف ونحاول أن نجدد بوصلة الإتجاه نحو المسار الصحيح فنحن أمة الإسلام خلقنا لنقود ولم نخلق لننقاد نقود العالم بديننا وقرأننا ونبينا وهذه هي رسالتنا التي خلقنا من أجلها التبليغ ونشر الإسلام والتعريف به ألم يحن الوقت لنتعض بعد ما شاهدنا الدمار والحروب والتجويع والفقر التي تمر به العديد من بلادنا العربية فإتحادنا وتقاربنا وتعايشنا وتعايش مذاهبنا مع بعضها البعض وإحترامها لبعضها البعض هو الحل وهو طريق النجاة للجميع نحن نمر بوقت عصيب لا يسمح بمناظرات الغلاة والمتشددين والمتعصبين من بعض ممن يسمون أنفسهم مشايخ الدين ماذا قدمت وبماذا خدمت مناظراتهم الأمة الإسلامية والدين سوى البعد والبغض والهوان والضعف وتشتت الأمة .
………

١٣ أغسطس ٢٠٢٥ م

اظهر المزيد

كمال فليج

إعلامي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى