في انجاز علمي غير مسبوق .. العفيفي يصدر التقرير الإستراتيجي الآسيوي

الآن _ متابعات
في مبادرة هامة تلبي الحاجة المعرفية الملحة عن القرن الآسيوي الجديد، وتسد فراغًا كبيرًا في المكتبة السياسية صدر مؤخرا للدكتور فتحي العفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق “التقرير الإستراتيجي الآسيوي”، والذي يعد أول تقرير علمي أكاديمي على الإطلاق يتناول الشأن الآسيوي.
عرفت الثقافة العربية إصدارات متعددة مثل: (التقرير الإستراتيجي الأفريقي) الصادر عن معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، وكذا (التقرير الإستراتيجي العربي) الصادر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، بمؤسسة الأهرام، و(التقرير الإستراتيجي للشرق الأوسط) الصادر عن مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس، ثم كانت هناك مبادرات صادرة عن مراكز أبحاث في قطر، والإمارات لإصدار تقارير إستراتيجية بمعناها الواسع والشامل، وكان من حسن الطالع أن البيبلوجرافية المصرية، والعربية، والعالمية لم تسجل شيئا أسمه: (التقرير الإستراتيجي الآسيوي)
ويأتي التقرير الإستراتيجي الآسيوي في الإصدار الأول له عن الأعوام من 2022، وحتى 2025م قد جاء بمبادرة شخصية من الدكتور فتحي العفيفي، والذي عمل لسنوات بالعديد من مراكز الأبحاث في دول الخليج العربية، ومؤلفاته منشورة عبر المؤسسة الرائدة في مجالها: (مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت)، والحاصل على جائزة الدولة في مجال العولمة والهويات الثقافية عن العام 2009م، وقد جاءت هذه المساهمة من واقع الإحساس بالمسؤولية، والأمانة العلمية، والإنتماء والإخلاص للوطن جمهورية مصر العربية، وقد أثرت وتؤثر وستؤثر أحداث آسيا في المستقبل المنظور.
يقع هذا العدد من التقرير الإستراتيجي الآسيوي في حوالي 487 صفحة من القطع الكبير، وقد غلب على معالجات هذا العدد: (رهانات الواقع الإستراتيجي العربي) للفترة الممتدة من ٢٠٢٢م، وحتى العام 2025م بوصفها المنطقة الملتهبة بالأحداث، والنزاعات، والصراعات والحروب في القارة الآسيوية…!!!
يحتوي هذا التقرير على أحد عشر قسمًا، على غرار النطاقات المتعارف عليها في إصدارات التقارير الإستراتيجية ضمت الإفتتاحية، وقد تم عنونتها بالسؤال المنهجي المركزي، والإشكالي في أنْ معًا:” لماذا التقرير الإستراتيجي الآسيوي؟!”، ورواق المعرفة في هذا التقرير، يتطلب مدخلًا تحليليلًا عن: الدراسات الآسيوية في الفكر الإستراتيجي العربي، من خلال دور مراكز الأبحاث العربية الرئيسية والفاعلة في الوطن العربي الكبير في صوغ فهم إستراتيجي عميق عن العرب وتحدياتهم، كما تناول التقرير هنا أيضًا الأحداث السياسية التي ضربت بأطنابها في الواقع الإقليمي والتي شرعنت لأن يكون هناك ثمة ضرورة للتخطيط، والتفكير الإستراتيجي على نحو مختلف!
جاء في القسم الأول:هناك ضرورة للإحاطة الكلية الشاملة بالنموذج والإطار المنهجي الذي جذَّر للتفكير السياسي الخليجي في اللهاث وراء تكوين تاريخي للكيانات، والقوى، والأسر الحاكمة، ونخبها السياسية، والأسس القانونية للدول، تكوين يقوم على دعامتين أساسيتين، وهما: (القوة الناعمة، والمجال الحيوي)، وذلك في رحلة طويلة عبر الزمن لأجل فهم ميكانيزمات الصراعات الراهنة. والوقوف على دقائقها لمحاولة فكفكتها، واستشراف مستقبلها، ووضع سيناريوهات الحلول الممكنة..!!
وجاء في القسم الثاني الحديث عن حالة الإقليم، وقد تم عنونته بعنوانًا فرعيًا يرسم ملامح البيئة الأمنية المضطربة في العالم المتغير، عبر حروب غير منتهية، ومعارك نصف بادئة مثل: الدولة الراشدة المستحيلة في جدل المخاتلة والخداع (القديم/ الجديد) بين ثنائية: (الفقيه والسلطان)، (الدين والحداثة)، ومأساة قطاع غزة منذ إنطلاق عملية طوفان الأقصى والسيوف الحديدية في ٧ أكتوبر٢٠٢٣م، وتشريد أهل غزة من جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، ولم تجني حركة حماس سوى حصاد الهشيم، ومع نهاية يوليو 2025م- كالعادة- جاء نكران الجميل من فلول الإخوان، والحركة الإسلامية في فلسطين، وقادة حماس الذين يُنَّظرون من أرقى الفنادق في الدوحة، عندما سير كل هؤلاء حشودًا من الغوغاء لمحاصرة السفارة المصرية في تل أبيب، وبعض العواصم الأخرى حول العالم، إحتجاجًا على غلق مربع رفح من الجانب الفلسطيني (وليس المصري)، وتصدير التوتر إلى مصر في إطار حملة ممنهجة من الدول المعادية، والتنظيم الدولي للإخوان، و صعود الإسلام السياسي الراديكالي من الفواعل المسلحة إلى الحكم في سوريا على خلفية حسابات إقليمية معقدة، وغير دقيقة، وسقوط حزب البعث، لتدخل سوريا على خط التفكيك والتجزئة، شأنها في ذلك شأن ا…