قصائد و مقالات

عباءة التبرعات

✍️ د. منال شنوده:

إن اعلانات استغلال الأطفال جريمة شحاذة يعاقب عليها القانون ظاهرة انتشرت خلال الفترة الأخيرة باتت مزعجة للمجتمع المصرى جعلتنا نتساءل هل اصبحنا فى أمس الحاجة إلى قرار من الهيئة الوطنية للاعلام بوقف اعلانات الشحاذة واستغلال الاطفال التى أصبحت تسئ إلى الجمهورية الجديدة والى شكل مصر الحضارى مثلما كان القرار الذى اسعد المجتمع بأكمله بنقل الإعلانات من إذاعة القرآن الكريم إلي الإذاعات الأخري التابعة للهيئة ومن المؤكد.. ازعجنى جدا كم الإعلانات الدعائية التى تم بثها بكثافة خلال شهر رمضان سواء على شاشات التلفزيون أو عبر الصحف والمجلات، وكذا منصات السوشيال ميديا، مستغلين تبرعات الشهر الكريم ، حيث أثار جزء كبير منها سخط المشاهدين وغضبهم نتيجة ما وصفوه بـ “إعلانات تبرعات رمضان”.

وفى الحقيقة ..ما أثار غضبي أكثر وأحدث استياءى استغلال الأطفال صغار السن وذى الهمم بشكل اقرب الى الشحاذة والتسول فى تلك الحملات الإعلانية التي تدعو أهل الخيرات إلى التبرع سواء لإنقاذ حياة مريض أو مساعدة أرملة أو معاق دون رقابة من الجهات المعنية بقانون الطفل أو خصوصيتهم ولذا ..لدى العديد من التساؤلات حول هذا الأمر وانعدام الرقابة خاصة مع ظهور الأطفال الصغار في الإعلانات،هل ذلك لا يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون ويجرّمها الدستور، ووسيلة رخيصة لجمع الأموال، ويكون الأمر مثير للانتباه والجدل بعد اعتماد معظم هذه الإعلانات من قبل نجوم الرياضة والفن، ما يؤدى إلى استفزاز العديد من المشاهدين أحياناَ . 

وفى النهاية..بات الأمر يستوجب وقفة من الدولة والهيئة الوطنيه للاعلام خاصة مع تلك الاعلانات التي تتضمن ايحاءات جنسية وألفاظ خادشة للحياء مثل إعلانات الملابس الداخلية وألبان الأطفال، وفى مثل هذه الإعلانات يتم استغلال أطفال لترويج منتجات أو لخلق تعاطف تجاه مؤسسة أو جمعية مما يعتبر جريمة الإتجار بالبشر واستدامة أعمال الخير، مكتملة الأركان يستحق من يقوم بها الحساب والعقاب .

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى