حواء وبنات الريح

بقلم : محمد ابراهيم الشقيفي

سبحان من أبدع هذا المنظر تظهر الغيرة في أبهى صورة تلهو وتمرح داخل قارورة الحسن والدلال يستدل منها على أروع معاني الحب بين البشر والخيل. إن النفس السوية تعشق الزينة تبغض الجشع رغم ما أصابها من شظايا نار الغيرة ترفض أن ترتدي ثوب الطمع تأبى مذاق الحقد حتى تجنى ثمار الشهد وفى لحظة على عجل يأتي فارس يتمايل نحو عيون المهر يحدث الخيل الأصيل صهيلا نابعاً من الروح يسبق فى الخلاء سرعة صدى الصوت يسابق الريح يعبر عن سعادته بعد مبادرة من الغزل لنيل حفنة من الرضا بعد طول عتاب يتمتم الجليس مع أنيسه يقول حالما أهدأ يا صاحبي أمزح معك رغماً عن الأيام أيها الخل الوفى أنت لى كل الأمان.

قيل إن سلاح الرسام يكمن فى جمال لوحته اضيف شطرا أن الكاتب فارس وسيفه كلمته .
أريد أن أبرز جمال الغيرة فى موضعي مختلفين تبقى فيهما الطبيعة الخلابة واحده ولو كان كل جنس مغاير عن الأخر .
بنات حواء و دلالهن مرسوم بحمرة وردية الخدود لهما باع فى التجديف بين أمواج الحب من المحيط إلى شاطئ الخليج تملك العديد من الحيل تستطيع أن تتكلم تضحك تأن تحزن حتى فى صمتها لديها لغة الإحساس و الجسد تلوح في اشاره عن الغضب تارة تصور معنى الفرح تملك مفاتيح الغيرة دون استئذان الويل ثم الويل لمن نصب لنفسه مكيدة فى فخ النسيان لابد من باقة ورد تداوي نزيف هذا الشوق ما أجمل الحب فى مدار فلك الغيرة على استحياء هكذا حال فضلي الوفاء من بنات حواء.

شاهدت فى أقل من لمح البصر غيرة مهر صاحبها ينادى على إحدى النساء قال حبيبتي حتى زاغ بصر شارد إلى السماء أحدث الخيل صهيلا وصخب تطاير من عينه دمع مثل السيل العرم لم تهدأ الأمور حتى بدأ الفتى يغازلها من جديد بكلمات تشبه إحساس عزف بلبل يغرد فوق أغصان الشجر هدأت نفس من تسابق حوافر أقدامها الريح حنت العيون من كلمة كانت لها مفعول السحر تتساقط من فاه الفارس مثل قطرات الندى على عطاش القوم فى فصل الربيع .
لم أجد أروع من هذا الوصف ولو أملك قدر يسيراً من مفاتيح اللغة وجمال مفردات المرادفات لكان بين يدي أهل البلاغة مجلد بعنوان فصاحة الغيرة بين حواء وبنات الريح ولكن أكتفي بالقليل سهام البصيرة لا تحتاج إلى نص يسمى عند أهل التخصص فن التعبير أكتب إليك أيها المرتقب أفصح فى سطور عن الحقيقة دون تضليل.

الغيرة جزء من تكوين النسوة المرأة لو كسر خاطرها أصيبت بداء الحسرة إن دام صمتها نتيجة الأمر تكون غير مرضية تولد معها الشدة من رحم القسوة دون بديل .
مفاتن وجهها تتحدث عن ذاتها لو دبت فى قلبها نار هادئة تذبل معها ألوان الورد مالم تنسم عليها عبير الأنامل بالماء النقي هكذا استشعر وصف النساء .
ما أصعب أنفاس صهيل الخيل عندما تبكى على الكرامة لو وطأ على ظهرها ريح عاصف يحمل بذور أطروحة الغيرة.
المهر تذرف دمع الخوف لو رأت حنين الود يتوج فوق رأس الخيول الغريبة إن الغيرة عقيمة في روح كل الدواب كيف لا تدرك الأنعام كل مشاعر الحب ولنا فيها جمال ودفء حين تغرب الشمس لحظة الصقيع يهل علينا النسيم من فوق ظهر الخيل .
بنات الريح ذو الوجوه المليحة لو غارت على صاحبها تتألم دون أي ضجيج تسرح دون همس تظل حاملة لقب الوفاء حتى لو امتلأت بالشوك دروب العشق إلى الأبد.