رامي لبيب علم الدين يكتب: ضياء رشوان.. بين الحوار الوطني والإعلام والسياسة

يعد ضياء رشوان من الشخصيات البارزة التي تلعب دورًا محوريًا في المشهد السياسي والإعلامي المصري، حيث يجمع بين مسؤوليات متعددة تجعله في قلب صناعة القرار وتوجيه الرأي العام، كرئيس للهيئة الوطنية للاستعلامات، رئيسا للحوار الوطني، أو كنقيب سابق للصحفيين، ومع تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ما سيتم الاتفاق عليه في الحوار الوطني سيخضع للتصديق إذا كان ضمن صلاحياته، أو يُطرح على البرلمان إن لم يكن كذلك، يتجلى دور رشوان كرئيس للحوار الوطني، ومسؤولية قيادته لهذا الحدث المفصلي في تاريخ مصر.
من خلال منصبه كرئيس للحوار الوطني، يتولى ضياء رشوان مسؤولية إدارة المناقشات بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية، بهدف الوصول إلى توافقات تدفع عجلة التنمية والإصلاح السياسي. هذه المهمة ليست سهلة، حيث تتطلب رؤية متوازنة وقدرة على استيعاب مختلف الأطياف السياسية وضمان تحقيق نتائج قابلة للتنفيذ، إن وجود رشوان على رأس الحوار الوطني يعكس ثقة الدولة في قدرته على التوفيق بين التيارات المختلفة، خاصة مع خلفيته الإعلامية والسياسية التي تتيح له مهارات التواصل الإقناع، ومدي قبوله العام بين الوسط الصحفي والسياسي، ويظل السؤال المطروح إلى أي مدى سينجح الحوار الوطني في تحقيق أهدافه، ومدى قدرة رشوان على تحقيق إجماع وطني حول القضايا المطروحة؟
لا يمكن الحديث عن ضياء رشوان دون الإشارة إلى دوره كرئيس للهيئة الوطنية للاستعلامات، وهو المنصب الذي يضعه في قلب المشهد الإعلامي الدبلوماسي، فمن خلال هذه الهيئة، يساهم رشوان في تقديم صورة واضحة لمصر أمام العالم، والتصدي لحملات التشويه الإعلامي، فضلًا عن توجيه الإعلام المحلي لتعزيز الخطاب الوطني، في ظل التحديات الإعلامية المتزايدة، لعب رشوان دورًا مهمًا في تصحيح المفاهيم المغلوطة، والتواصل مع وسائل الإعلام الدولية، مما جعل الهيئة الوطنية للاستعلامات أكثر فاعلية في أداء دورها كجسر يربط بين الدولة والرأي العام العالمي.
من الإعلام إلى السياسة لأول مرة، يدخل ضياء رشوان معترك العمل الحزبي بشكل رسمي كنائب لرئيس حزب الجبهة، وهو تطور جديد في مسيرته المهنية، انتقاله من الصحافة والإعلام إلى العمل الحزبي يعكس رغبته في أن يكون فاعلًا في رسم السياسات، وليس مجرد ناقل لها، هذا الدور الجديد يضعه في مواجهة مباشرة مع تحديات الواقع السياسي، ويثير التساؤلات حول مستقبل حزب الجبهة، وهل يمكن أن يكون هذا الحزب لاعبًا مؤثرًا في الساحة السياسية خلال المرحلة المقبلة؟ وهل رشوان بديل أمثل لمصطفى بكري؟ يطرح البعض تساؤلًا حول ما إذا كان ضياء رشوان قد أصبح بديلًا لمصطفى بكري، خاصة في دوره كإعلامي مقرب من الدولة وصاحب نفوذ في توجيه الرأي العام، ورغم وجود تشابه بين الشخصيتين في بعض الجوانب، فإن لكل منهما أسلوبه ونهجه الخاص، فبكري عُرف بمواقفه الصريحة وتوجهاته الواضحة في الدفاع عن الدولة بمواقف حادة، ولاء منقطع النظير للقوات المسلحة، ولعب لفترة طويلة صوت الجيش وقادته في الإعلام، بينما يتمتع رشوان بأسلوب أكثر هدوءًا ومرونة، يجمع بين التحليل العميق والطرح الموضوعي لذا، فإن المقارنة بينهما قد تكون غير دقيقة، لكن من المؤكد أن رشوان يملأ فراغًا مهمًا في المشهد الإعلامي والسياسي، خاصة في ظل الحاجة إلى أصوات عقلانية ومتزنة في المرحلة الحالية، وكان له دور بارز في فرض إسم نقيب الصحفيين الخالي خالد البلشي من خارج دولاب الجرائد القومية أحد أبرز تلاميذ النقيب السابق يحيي القلاش.
يظل مستقبل ضياء رشوان في المشهد المصرى مع كل هذه الأدوار المتعددة، يبدو أن ضياء رشوان مرشح للبقاء في دائرة التأثير لفترة طويلة، خاصة مع تصاعد دوره في إدارة الحوار الوطني وانخراطه في العمل الحزبي مع حزب ولد عملاق، ويعج بأسماء رنانة، فهل ينجح في تحقيق التوازن بين الإعلام والسياسة، أم أن تحديات المرحلة ستفرض عليه إعادة النظر في مساره؟
الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال، لكن المؤكد أن ضياء رشوان المايسترو الجديد، أصبح رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية والإعلامية المصرية، وبات الصحفي والاعلامي الأذكي نموزج عجز الكثيرين داخل الأسرة الصحفية تحقيقه أو الاقتراب من نقطة الضوء وأصبح العراب في مصر .