هل أنت إنسان

✍️ صالح الريمي :

مع ثورة مواقع التواصل أصبح البعض يعيش روتين يومي مع نفسه بعيدًا عن المحطين به، إضافة للهموم والمشكلات التي يعيشها، والالتزامات المادية التي تحاصره، مما يسهم في فراغ عاطفي وديني، وقد تصنع منه إنسانًا آليًّا، لا يتكلم، ولا يخطو خطوة بعيدًا عن مساعدة الشوشيال ميديا، ولا يبدي أي ردة فعل إلا ببرمجة معدة مسبقًا، حتى ألغت إرادته وردة فعله الطبيعية، ومحت رغبته بالتفكير والإبداع!!
وهناك اختبار قديم، ابتكره عالم الكمبيوتر “آلان تورينغ”، يهدف للتحقق من أن المستخدم إنسان طبيعي، وليس (روبوت)؛ لهذا غالبًا ما أتفاجأ بتعليق حسابي بمواقع السوشيال ميديا؛ لتظهر لك بوسط الصفحة رسالة عنوانها: هل أنت إنسان آلي؟! أم إنسان من لحم ودم ومشاعر.

الإنسانية هي من أسمى الصفات التي يمكن أن يمتلكها الإنسان وارقاها، وهي نعمة تتجلى في التفهم والشعور بمعاناة الآخرين والتعاطف معهم، والرغبة في مساعدتهم، ونشر الفرحة في قلوبهم، بل تسعد لفرحتهم، وتعمل للآخرين كما أنت تحب أن تعمل لنفسك..
فالإنسانية هي مجموعة من القيم والمبادئ التي تؤكد على أهمية العناية بالبشر والاهتمام بهم، وهي قيمة أساسية في العديد من الثقافات والديانات، وتعتبر أساسًا للعلاقات الإنسانية الصحية والمجتمعات المستدامة.

عندما سُئل الكاتب الساخر “مارك توين” كيف تكون الإنسانية؟ أجاب بكل بساطة: (إذا كانت الفرحة في قلوب الآخرين تسعدك.. فأنت إنسان)، فما أجمل هذه الكلمات لمارك توين الذي كان يمتلك قدرة فريدة على تبسيط الأفكار العميقة في تعابير بسيطة وملهمة..
فعلًا، الإنسانية الحقيقية تُقاس بقدرتنا على إسعاد الآخرين والشعور بفرحتهم كأنها فرحتنا الخاصة، وهذا هو جوهر التعاطف والمحبة والعمل النافع للناس كإزلة حجر في الطريق إلي إبتكار وسيله تنقل الإنسان من حال لآخر، وفي كل المجالات، فالكل في الخيريه سواء، لأن الكل يؤدي حسب طاقته وامكانياته وقدرته.

*ترويقة:*
ماذا يمكنك أن تقدّم للإنسان؟
المال، التوجيه والنصيحة، المواساة، السعي في حل مشكلة، الذب عن أعراضهم، أن تشعرهم بأهميتهم عن طريق السؤال والتعبير عن حبك لهم والابتسامة، وتقديم الهدايا، دعوتهم لطعام أو شراب، وإن لم تقدر فكُف شرّك عنهم، ثم حاول أن لايمر عليك يوم إلا ولك في مساعدة الناس نصيب..
إذا شعرت بالألم فأنت حي، لكن أن تشعر بآلام الآخرين، فأنت إنسان.

*ومضة:*
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن أعتكِفَ في هذا المسجدِ -يعني: مسجدَ المدينةِ- شهرًا).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى