أخبار المجتمعأخبار ثقافيةأخبار دوليةأخبار عربيةأخبار محليةالصحةحوادثعـــــاجلمنوعات

برنامج إجادة بين الواقع المرير والأمل الضائع

الكاتبة/ سلوى بنت خلفان المقبالية

عندما أُطلق برنامج “إجادة”، كان الأمل يحدو كل موظف في سلطنة عمان بأن يكون هذا البرنامج نقلة نوعية في تحقيق العدل والإنصاف، وتحفيز الموظفين على العطاء والتميز،لكن الواقع الذي نعيشه اليوم يختلف تمامًا عن تلك الصورة المشركة التي رسمتها لنا وعود البرنامج،لقد تحول “إجادة” في نظر الكثيرين منا إلى مصدر للإحباط والظلم، بدلًا من أن يكون أداة للتطوير والتحفيز.

ما نشهده على أرض الواقع هو أن البرنامج يُدار بشكل يكرس المحاباة والعلاقات الشخصية، وليس الجدارة والكفاءة،والموظف الذي يعمل بجد ويتفانى في أداء مهامه يجد نفسه مهملًا، بينما يُكافأ آخرون لمجرد أنهم يتمتعون بعلاقات شخصية مع المسؤولين.
أين العدل في ذلك؟ وأين الإنصاف الذي كان من المفترض أن يكون أساس هذا البرنامج؟
هذا الوضع لا يؤثر فقط على معنويات الموظفين، بل يؤثر أيضًا على جودة العمل الذي نقدمه لهذا الوطن. كيف لموظف أن يبدع ويعطي أكثر وهو يشعر بأن جهوده لا تُقدر؟ كيف لنا أن نحب عملنا ونحن نرى أن النظام لا يعترف إلا بمن يمتلكون “واسطة” أو علاقات شخصية؟ لقد أصبحنا نشعر بأننا مجرد أرقام في نظام لا يعترف بقيمة الجهد الحقيقي.
الموظف الذي يفترض أن يكون سعيدًا بمنصبه، فخورًا بعمله، أصبح اليوم يشعر بالمرارة وخيبة الأمل. لقد تحولت أحلامنا في التميز والنجاح إلى كوابيس من الظلم والإهمال. نحن لا نطلب الكثير، فقط نريد أن نعمل في بيئة عادلة تُقدّر الجهد وتكافئ الكفاءة، لا العلاقات الشخصية.
أوجه رسالتي هذه إلى المسؤولين عن برنامج “إجادة”: أرجوكم، انظروا إلى واقعنا، استمعوا إلى شكوانا. لا تدعوا هذا البرنامج يتحول إلى أداة للظلم والإحباط. اجعلوه منصة حقيقية للعدل والإنصاف، تحفز الموظفين على العطاء والتميز. نحن نريد أن نعمل بفرح، نريد أن نشعر بأننا جزء من نظام عادل يحترم جهودنا، لا نظام يدفعنا إلى اليأس.
في الختام، أتمنى أن تُفتح قلوب المسؤولين لسماع صوتنا، وأن يُعاد النظر في آلية عمل برنامج “إجادة” ليكون كما كان مُخططًا له: أداة لتطوير الموظفين وتحقيق العدل، لا مصدرًا للإحباط والظلم.

**بقلم: موظف يحب وطنه، ولكن قلبه مليء بالحزن.**

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى