مطالبات بنظام لردع مظاهر الإحتفال بالنجاح أمام المدارس

 

الرياض — حسن عواجي

طالب مواطنون وزارة التعليم والجهات المعنية بالأمر بوضع حد رادع لمنع ظاهرة انتشرت مؤخرًا بشكل كبير ولافت، تتمثل في تزيين المركبات، والانتظار خارج أسوار المدارس أمام أبوابها؛ للاحتفال بالنجاح؛ وذلك جبرًا لخواطر بعض الطلاب والطالبات غير القادرين على تكاليف هذا النوع من الاحتفال وكذلك الأيتام، ولاسيما الصغار منهم من طلاب المرحلة الابتدائية، مشيرين إلى أن المدارس جهات رسمية حكومية، والوقوف أمامها من أجل الاحتفال أمر مخالف، وخاصة أن اختصاصيين أكدوا أن هذه المظاهر تولد الكراهية والحقد بين الطلاب.

وتفصيلاً، تداول رواد مواقع التواصل خطابًا موجهًا من إحدى إدارات التعليم إلى مكاتب التعليم ومديري المدارس، يحث على المنع التام لإقامة أي من مظاهر الاحتفال بالنجاح في مداخل ومخارج المدارس، وعلى عدم إرهاق الطلاب، والمبالغة في مظاهر الاحتفال في المدارس.

قال مواطنون إن الكثير هدفهم التصوير والنشر في مواقع التواصل خاصة من يسمون أنفسهم بالمشاهير وهم مَن ولَّدوا هذه الشرارة التي تتسبب في إثقال كاهل الأسر إذ إن الكثير من أولياء الأمور يجدون أنفسهم أمام مهمة لا بد من القيام بها جبرًا لخواطر أبنائهم مهما كانت التكلفة حتى لا يشعروا بالنقص والدونية أمام غيرهم من الطلاب.

وأضافوا بأن تغيُّر ملامح المركبة وطمس الزجاج أمرٌ مخالف للنظام، فما بالك بالوقوف والتوثيق أمام المدارس، التي تكتظ بمئات الطلاب والطالبات مشيرين إلى أن الكثير منهم غير قادرين على تكاليف تلك الاحتفالات.

ولفتوا إلى أن بعضهم وصل به الحال إلى إحداث مسيرات وزفات، وإحضار فرقة شعبية.. مؤكدين أن المدارس وُضعت لتعليم النشء العلوم والقيم والشريعة، وليست لبث الحقد والكراهية بسبب تصرفات البعض مع نهاية كل عام.

وقالوا: يجب على وزارة التعليم تدارُك الأمر والعمل على إصدار نظام رادع لمنع توقُّف المركبات المزينة بالألوان والتبريكات والبالونات أمام المدارس والمنطقة المحيطة بها، والعمل على توجيه المدارس بإعداد تقارير عن أي تصرف مخالف، ومعاقبة من يتجاوز ذلك.

وكانت الاختصاصية النفسية المتخصصة بمجال الأطفال والمراهقين هند نعمان قد حذرت من أن ظاهرة الاحتفال بالأبناء أمام المدارس تولد الكُره والحقد.

قالت الاختصاصية: مَن منا لا يحب الفرح وشعور الفرح والإحساس بالفرح ومشاركة الفرح مع من حوله؟ ولكن ما تمت ملاحظته خلال الأيام الماضية من مظاهر الاحتفال بتخرج الأبناء، من الروضة إلى التمهيدي، أو من مرحلة دراسية إلى أخرى، أمر مبالغ فيه.

وأضافت: كنا سابقًا نحتفل بتخرج الطالب من الثانوي إلى الجامعة وهو أمر متعارف عليه، وقد يقوم به البعض، والبعض يكتفي باحتفال بسيط، أو هدية لمشاركة لذة النجاح والاحتفال بالتخرج.

وأردفت ليس عيبًا أو خطأ بالعكس هو أمر صحي نفسيًّا ولكن غفل البعض أن هناك من فقدوا آباءهم أو أمهاتهم؛ فلا يوجد من يحتفل معهم أو حتى يشاركهم هذا الإنجاز، وأن بعض النفوس قد تحقد وتغل وتكره من لديه شيء قد حُرم منه الآخر، وإن لم يكن بسببه، ولكنه سيُحمِّله هو السبب والمسؤوليه ظنًا منه بذلك، بنظرة حقد، وكلمة ألم، وتصرف مؤذٍ لهذا الشخص “المحتَفل به”؛ ما قد يؤدي إلى عدم رغبته بمخالطة المجتمع، أو حتى رغبته بالنجاح لعدم وجود من يقدر نجاحه أو إنجازه.

واختتمت بالقول: احتفلوا ولكن بهدوء دون أن يسمع ضجيج هذا الاحتفال من لا يملك من يشاركهم هذا الإنجاز، أو شاركوهم إياه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى