جزّ الصوف” في الحدود الشمالية موروث أصيل وتنمية محلية متجددة

نجاح المقبل- عرعر
ينطلق مربو الأغنام في منطقة الحدود الشمالية مع اعتدال الأجواء في فصل الربيع واقتراب الصيف، إلى موسم “جزّ الصوف” السنوي الذي يجسد موروثًا أصيلًا ويمثل بٌعدًا تنمويًا متجددًا، حيث تُعد المنطقة من أبرز مناطق المملكة في الثروة الحيوانية.
وتأتي أهمية “جزّ الصوف” ضرورةً صحيةً للأغنام، حيث يُخفف عنها حرارة الصيف، ويقيها من الأمراض الجلدية والطفيليات، ويسهم في تسهيل حركتها ونشاطها في المراعي المفتوحة، وتستخدم في عملية الجزّ أدوات تقليدية أو أجهزة حديثة، تستغرق لكل رأس من الأغنام ما بين 10 إلى 20 دقيقة، حسب خبرة القائمين عليها.
ولا تقتصر أهمية الجزّ على الجانب الصحي للأغنام، بل تمتد إلى بُعد تنموي، لكون “الصوف” مادة خام رئيسية في صناعات متعددة مثل: النسيج، والسجاد، والمفروشات، ويشكل ذلك آفاقًا واعدة للتجارة المحلية وتنشيط الأسواق واستفادة أصحاب ومربي الأغنام.
ووفقًا لتقارير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة الحدود الشمالية يبلغ حجم الثروة الحيوانية أكثر من 7.5 ملايين رأس من الماشية، يتصدرها الضأن بعدد يفوق 7.2 ملايين رأس، مما يجعلها ضمن أبرز مناطق المملكة في إنتاج الصوف، كما يعد قطاع الرعي بشكل عام رافدًا اقتصاديًا مهمًا، يدعم الاقتصاد المحلي وتنمية المجتمعات الريفية، فيما يشرف فرع وزارة البيئة على تنظيم عملية الجزّ، وتقديم الإرشادات البيطرية، بالإضافة إلى تنفيذ حملات التوعية بهدف حماية الثروة الحيوانية.