قصائد و مقالات

إلى متى ياقدري؟!

رحلة حياة.. الجزء الثاني

✍️مرشدة يوسف فلمبان!!!

مرام.. بطلة قصتنا.. مرت بها الأيام تشرب من كأس المرار وجبروت الظلم.. قضت سنة واحدة في حقل التعليم وكانت في عمر البراءة.. ورفيق صباها في ملهى الحياة.. وعلى شارع اللقيا كان لقاؤهما بين مد وجذر ولم تتضح رؤية العلاقة بينهما فكلاهما في عمر البراءة والسذاجة.. لحظات لقاء خاطفة وهما واقعان في دروب الرقابة الأسرية.. ومع ذلك في تصورهما.. كم هي رائعة تلك العاطفة المسروقة من عمرالزمن.. ليت تلك الأيام تعيد إلى لحظاتهما كلمة (كان) بصورة مشرقة يفيض عبق شذاها برائحة الأزاهير في حديقة الحياة.. كم هي رائعة نفحة عطر مبعثرة على الأجواء تزيد متعة الحياة رونقََا وجمالََا.. ورغم عذب المشاعر ونقاء اللقاءات إلا أن صرامة الأحداث تصفعها.. وأسرتها قتلت وجودها.. وذبحت كيانها.. وبددت أحلامها حين تقدم إلى ذويها شاب طالبَا المصاهرة ولكن تعذر دخول شخص يحتل قلبها ويعتلي عرشه رفيق الطفولة.. وبجبروت الهيمنة والسيطرة الأسرية.. وبقرارهم الجائر فضلوا تزويجها وهي مرغمة وغير مقتنعة بهذا الإرتباط المبكر وهي في سن الرابعة عشر.. وافقت إستسلامََا وانقيادََا وتخوفََا من بطش كبير العائلة.. وجبروت يستبد كيانها.. وتمت مراسم الزفاف الخاضعة لبروتكول الأسرة البسيطة جدََا التي تخلو من أي مواصفات تحلم بها كل فتاة في ليلة العمر..
أقتادوها إلى منصة الإعدام النفسي.. بكى الجميع على حالها في ليلة بكى فيها القمر.. لم تكن تتمنى هذا المصير.. هاهي تبتعد عن دنيا أحلامها إلى مسرح المأساة التي هي بطلة قصتنا..
وفي جو يفيض كآبة بعمق ذاتها قالت/ لاتقل مات قلبي أوسلا.. فلن يعود لحياتنا ضوضاء ولا ضجيج..
هكذا توارت عن عالمه لتلعق هي جراح الصبر على فراق زمن الطفولة والولدنة.. فهذه هي حياتها مجبرة على التعايش معها.. وتحاول التأقلم بحياتها الجديدة.. لذا حاولت أن تتناسى لحظات جميلة وتتجاهل أحداثََا رائعة مضت..
عاشت هي مع دموعها.. وعاش هو مع أنينه الصامت.. وهو أيضََا تجاهلها تمامََا وكأنه لا يعرفها ولم يقابلها في حياته وبنى له قصرََا من الود و الآمال.. مع زوجته وأبنائه ودراساته.. وإنجازاته
وكأن ليست له ذكرى في الزمن الجميل..
وهي رغم مشاغلها وأعمالها لم تنس قط أيامََا على ضفاف الزمن..

يتبع مع الجزء الثالث
إن شاء الله تعالى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا عن طريق الواتس آب