قصائد و مقالات

لعبة الكراسي

✍️د /. سعاد حسني

كلنا في صغرنا لعبنا لعبة الكراسي، وحفظناها عن ظهر قلب. وعلى قدر إنها لعبة ممتعة و مسلية، على قدر ما تحتاج إلى تركيز، الأسرع إلى الكرسي هو الذي يحظى بالفوز. ولكن في الحقيقة لعبة الكراسي في الواقع لها شكل أخر، ولها سياسة أخرى وخاصة في وقتنا هذا. فالذي يفوز بالكرسي ليس الكفء، ولا المتميز، ولا حتى صاحب الخبرة. بل الأكثر طاعة لمن فوقه، والأقدر على الخداع والنفاق، والذي دائما وأبدا يقول كله تمام يا فندم، وكله تحت السيطرة. بغض النظر ما المقصود بالتمام. والسؤال هنا : أهو فعلا كل شئ على مايرام؟ وهل فعلا كل عمل قائم على أكمل وجه؟ هل أعمالنا متقنة، ودقيقة، وطبقا للمعايير والقياسات المختلفة؟ هل عندما نذكر السلبيات والعيوب معناه إننا لم نقم بأعمالنا على أكمل وجه؟ أليس من المتابعة ذكر السلبيات والعيوب، ثم يوضع لها جدول لتحسين هذه العيوب؟ أم لازم، وحتما، ولابد أن نقول كله تمام يا فندم. إذن من أين يأتي التصليح والعلاج؟ من أين يأتي تصويب الخطأ؟ هل صاحب الكرسي هو كل همه إرضاء ما فوقه فقط، دون إرضاء الله؟ ودون معالجة الأمور وتصويب الخطأ بها؟ هل كل همه هو الحفاظ على الكرسي دون الاهتمام بمصالح الناس؟ هل هذا الكرسي سيأخذه معه إلى قبره؟ هل أصبحنا عبيد الكراسي؟ ولسنا عبيد الله. فليرحمنا الله ويأخذ بأيدينا إلى ما يحبه ويرضاه، ويبعد عنا الكراسي حتى لا نكون عبيدا لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا عن طريق الواتس آب