الفساد الوظيفي خيانةٌ وطن

✍️ – صلاح بن سعيد العبري :
الفساد الوظيفي هو إنحراف عن الطريق الصحيح بسلوك غير محمودة أبداً ، وهو خيانه للوطن ومن يعيش على تُرابه ، كما أن الفساد الإداري هو إنحطاط للقيم وللمبادئ ، وهو موت للضمير ، وإن أردنا التعمق في مفهومه فهو موت للقيم والأخلاق والتربية .
إن الموظف الفاسد مهما كانت مسؤليته ومسماه الوظيفي ، وفي أي موقع كان سواءً بالقطاع الحكومي أو القطاع الخاص ، ماهو إلا موظف مُنحط ، مات قلبه ومات ضميره ، وغنت له الدنيا ، لكن وبكل تأكيد مهما غنت له الدنيا فإن رقصهُ فيها مؤقت ، فالفساد الوظيفي يتنافى مع كل الأخلاقيات والقوانين والنُظم والمعايير ، والمتسترون على الفسدة هم فاسدون ، والمساندون لهم هم فاسدون .
ولا يقتصر الفساد الوظيفي على الرشوة فقط ، بل ان حُب الكرسي والتمسك به ، والظهور على أكتاف الآخرين ، وحُب الظهور والتفاخر بالنفس ، والتحيز في العمل ، والمُحاباة ، وتشكيل اللوبيات في العمل ، هذه جميعها بؤر فساد ، ومبعث هدم للأوطان والقيم والمبادئ والأخلاق .
لقد اثبتت الوقائع ان كل شئ بُني على باطل فهو باطل ، وأن الفاسد ستكشف خباياه في يوم ما ، وأن جميع أعماله وأفعاله وتصرفاته الغير محمودة ، ستنقلب عليه ، سواءً طال الزمان أم قصُر . وإن حبل الكذبِ قصير بل قصيرٌ جدا ، وإن الليل مهما طال يعقبه صباح مُشرق ، وستنكشف الحقائق المخفية ، وستُرد الحقوق إلى أصحابها ، وسينتكس كُل فاسد على عقبيه ، وسيندم ، وحينها لن ينفعه ندمه ، فكُل ما بُني على باطل فهو باطل ، والفساد الوظيفي ظُلم للوطن والأفراد من موظفين أو من عامة الشعب .