قصائد و مقالات

الواقع السياسي وجدل التفسير من كتاب جعبة الظلام

✍️محمد ابراهيم الشقيفي
يراود عقلي سؤال ملح ، لماذا يفعل قائد وزعيم غربي ، يرأس دولة كبيرة بحجم روسيا ، و يقود بنفسه السيارة الرئاسية لزعيم عربي وفى المقام الأول جنرال مصري.
الحقيقة واضحة المعالم مثل شمس الضحى دون كسوف ، وقمر الليل بلا خسوف ، فلا يعلم قدر الرجال ، سوي الفذ من الأبطال ، إن فخامة الرئيس بوتين ، الرجل المخابراتي من الطراز الفريد ، يعي جيداً شيئان يلمعان فى سماء الكون كله ، مكانة مصر وهى التي تعني للعالم قيثارة الشرق الأوسط ، كما أنه يعي بحرفية رائعة ، قدر رجل المخابرات المصرية ، فخامة الرئيس السيسي . مصر حقيقة بلا مراوغة ، رغم أنف أهل السراب والعدم ، دولة تملك أدوات السيادة ، فلا معونة لديها مشروطة ، ولا منح معطلة ، تعوق دروب التنمية .
لكن هل من الممكن أن أطرح على أهل العروبة سؤال ، ماذا لو كنا ضعفاء ، وجيش مصر غير متكافئ ، بلا شك ما رأت أعين العالم هذا الموقف المهيب ،و قوات الشرطة العسكرية ، للجيش المصرى ، تشارك بعرض مبهر فى بلاد الغرب و هى تحتفل بعيد النصر ، والدارس فى علم السيكولوجي العسكري ، يرى نظرة الثبات والقوة في عيني رئيس الدولة المصرية، وهو يفخر برجال القوات المسلحة ، من المؤكد أن الأمر ، يعدو رسالة اطمئنان للشعب المصري ، من قلب موسكو فى عيد نصر دولة روسيا ،
لقد أصابتني سعادة غامرة حينما رأيت علم بلادي يرفرف فى بقاع الأرض ، مما يؤكد قوة القيادة السياسية المصرية فى حمل لواء الإرادة ، رفع شعار السلام .
الواقع الافتراضي لا يحتاج إلى جدل التفسير العقيم ، النمر الروسي ، حليف قوي فى العلن ،
للجنرال المصري ، الأمر غاية في الوضوح ، ولا مجال للعبث ، لقد انتصرت الدبلوماسية والعسكرية المصرية ، فى جمع رباط من التعاون الغربي ، لتشكيل الجبهة العالمية من جديد ، ما عاد الأمر مثل سابق القول ، يتوقف على دولة بعينها ، تحاول أن تملى علينا شروطها ، لقد اختلت الموازين ، وشهدت الساحة الدولية تغيير مناخي خرائطي ، وكان الدنيا كعكة لذيذة ، يقتسمها الكبار عنوة ، لكنها لا تقطع بإرادة الشعوب ، بل تذبح بدماء الأبرياء ، من أجل تبادل الأدوار ، والسيطرة على الغنائم والمكاسب المتنوعة.
الساحة الدولية تشهد ، على تقسيم بعض الدول بعد الربيع العربي إلى دويلات ، نعم لقد انتشرت الفوضى الخلاقة كما ازيع عن هذا السر في العلن ، اغلب دول المنطقة تعيش التشرد ، وحرب العصابات ، تنصر الأمم فى ويلات الإبادة الجماعية دون رحمة ، ومصر تحتضن الأشقاء ، وتفتح ذراعيها دون تفرقة بين ضيف وصاحب أرض.
لقد قيل عنا ما قيل ولم تلتفت مصر لتفاهة ما قيل ، كان شغلنا الشاغل حماية الحدود من خطر الاقتحام ، وأغلب البلاد المجاورة إما فى حالة حرب ، أو على محك الانحدار ، فنجحت القوات المسلحة ، فى تطوير كلفة أنظمتها رغم موجة الغلاء العالمي والغزو الإقتصادي والثقافي ، فى محاولة لاستبدال هوية دول بعينها لتكون تابعة لغيرها ، لقد فطنت مصر للمفسدة والمكيدة ، وتحالفت مع دول الجوار والشرق والغرب ، واعادة بناء جسور التواصل مع الدول البعيدة ، ولم تعتمد على سياسة البلد الأوحد ، لم تعد هذه الفكرة فى حسابات أم الدنيا ، الإيمان بالله كان أقوي من كل محاولات الهجوم والهدم والتخريب فى حق الدولة المصرية ، نجاح عقيدة الجندي ، وصبر المواطن المصري ، وحكمة القيادة السياسية والعسكرية ، مع حنكة الدبلوماسية المصرية ، وضع مصر فى قلب التاريخ ، لتكن دولة آمنة مطمئنة ، فماذا لو كنا ضعفاء ، لا التهمتنا أنياب الصهاينة ، وكنا عبيد بلا إرادة ، لقد حاول البعض استبعاد مصر من الوجود ، لكن كانت شوكتنا فى نحورهم ، قضاء بلا رحمة على هذا
الحلم الذي انقلب بقدرة الله عليهم إلى فزاعة رعب أقبح من هلوسة تنتفض ارتعاش من هول الكابوس.
الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا عن طريق الواتس آب