
✍️ مرشدة يوسف فلمبان :
في جلستها المعتادة بقيت مرام تسترجع مامضى من دفاتر طفولة.. تحكي قصة وجع.. فتنهمر من مقلتيها أنهار من الدموع بقلب يئن من الإنكسار.. وخزات مؤلمة تنخر صدرها في قسوة..
أواه كم يعاني هذا القلب الصغير من أحداث السنين.. كانت لحظات الفراق في زمن طفولتها تسحق كيانها المتعب وتغسل وجعها بدموعها.. كم هي موجعة لحظات البعاد على قلب طفلة لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات.
تشعر وفي عمق ذاتها غصات إنكسار يتفجر بركان ثائر على أحداث مباغتة.. لحظات صادمة مريعة حين انفصل والداها بعد صدام عاصف أرعن بلحظة إنهيار الأعصاب..
تقرر بعد ذلك تقسيم الأطفال بينهما ولم يتوصلا لحل المشكلة بينهما.. نتيجة تدخل أهل الزوج والزوجه.. فقرر الزوج السفر بصحبة أبويه وطفلتيه بعد التقسيم الجائر..إلى دولة بعيدة.. رحلت الطفلتان وعيناهما تنطقان براءة وحيرة.. ولم تعرفا أنهما ستغادران مكة إلى غير رجعة والقهر يعتصرفؤاديهما ولن تلتقيا مع والدتهما مدى العمر.
مرام قضت طفولتها بين البؤس والشقاء مع أسرة غير والديها اللذان ضاعا بين ضجيج الحياة الصاخبة بأوجاعها..
وقعت والدتها في مرمى الأقدار مع زوج آخر لا يرحم.
بقيت الطفلة متأرجحة بين أهل لم يشعروا بمعاناتها
النفسية.. وفي دوامة من الحيرة والصراع النفسي تم إلحاقها بإحدى المدارس الحكومية وتفوقت دراسيََا بالمرحلة الإبتدائية..خلال ثلاث سنوات فقط وللتخلص من مصاريفها اليومية ألحقت بأحد معاهد المعلمات لتنهي دراستها خلال سنوات ثلاث.. ولتتخرج معلمة في سن الثالثة عشر..
ياللهول.. طفلة تمارس التدريس مع أطفال مثلها.. فلم تسنح لها الفرصة للتحصيل العلمي لأجل توفير حياة أفضل.
وهكذا أغتالت أسرتها أحلامها.. وأجهضت أمنياتها وهي بعد في مرحلة الطفولة والولدنة.. تعاني من قسوة التعامل.. وجمود العاطفة..
وعلى رصيف العمر تبقى في محطة الإنتظار!!!
أنتظروني في الجزء الثاني..