قصائد و مقالات

كيف أجد السعادة؟

✍️ أحلام أحمد بكري :

سؤال بسيط يحتاج لإجابة شافية  له ، لكل من ينشد ويبحث عن مصطلح السعادة ومسالكها ، يقول جون لوك: “السعادة هي أقصى متعة نحصل عليها مع أقل ألم ممكن”..
السعادة الذاتية رحلة شخصية يومية نصنعها بأنفسنا ، وليست وجهة أو وصفة ثابتة للجميع ، لكنها تعتمد على بعض الأسس المشتركة والخطوات والطرق العميقة التي يمكن أن تساعدنا للوصول إليها..
يرى الفيلسوف (أرسطو) إن السعادة تكمن في تحقيق الغاية الإنسانية عبر العقل والفضيلة يقول :”السعادة لا تعني المتعة ، بل هي اكتمال الحياة الإنسانية وفقاً للخير الأسمى”..
ويقول الفيلسوف سقراط: “السعادة الحقيقية تأتي من الفضيلة ، والفضيلة تأتي من المعرفة”..

السعادة الحقيقية تبدأ من فهم ذاتك  ، استكشف داخلك ، اسأل نفسك: ما الذي يجعلك تشعر بالانتعاش؟
في ماذا أنت ترغب وماذا تريد ، كي تشعر بالسعادة والرضا الكامل؟
قد تكون سعادتك في علاقتك بربك سبحانه وتعالى ، أو القراءة والاطلاع ، العمل ، الانجاز والسعي لتحقيق الأهداف ، علاقتك الجيدة بمن حولك ، دوّن هذه الأشياء واجعلها من أولوياتك..
يقول الفيلسوف دالاي لاما: “السعادة ليست شيئاً جاهزاً ، إنها تأتي من أفعالك”..

العطاء ومساعدة الآخرين ، امنح بلا انتظار ، جرب أن تقدم شيئاً لشخص محتاج مساعدتك ، كلمة طيبة ، وقتك وانتباهك ، ثقافتك ، علمك ، مالك ، ستجد أن السعادة والفرح يتضاعف عندما نصنعه ونقدمه للآخرين..
يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي:”السعادةُ شعاعٌ لا يُرى إلّا إذا انعكس”..

اقتنص الفرص وتعلم كيف تخلقها وتعلَّم الفنون والهوايات البسيطة كالرسم ، الكتابة ، العزف ، الغناء ، حتى لو لم تكن محترفاً ، شارك في ورش عمل طوّر من مهاراتك الابداعية..
الموهبة والإبداع يُطلقان هرمونات السعادة بشكل طبيعي ، الهوايات تجعلك تشعر بأنك “حي” هذا الإحساس لا يُقدّر بثمن..
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: “وما السعادةُ إلاّ دقيقة ، تُمسِكها ، ثم تَفلِتُ من يديك”..

السعادة نسبية معنوية وليست مادية ، قال الأديب الكبير الأصمعي: “السعادةُ كنزٌ ، مفتاحُه القناعة”..
فالكثيرون بحثوا عنها في المال أو الشهرة ، لكن الحكماء وجدوها في البساطة والحب و في التوقعات والتخلص من الرغبات..
يقول شوبنهاور: “السعادة ليست في تحقيق الرغبات ، بل في تقليلها”..
ويقول الكاتب أبيقور:”من يظن أن السعادة تأتي من الممتلكات ، يشبه من يجلس على عرش من ذهب ولكنه جائع”..

السعادة ليست في غياب الألم ، بل القدرة على التعايش معه..
يقول شوبنهاور: “الحياة تتأرجح بين الألم والملل”..
امنح نفسك حق الحزن دون أن تلوم نفسك ، أذرف الدموع وفضفض عن نفسك كي تعيد توازن روحك المتعبة ، أمام ذاتك أو مع من تُحب بشرط أن يراك بطبيعتك ولا تتحرج من كونك عاري المشاعر أمامه..
حاول العيش بسلام مع جميع المشاعر التي تحيط بك وتحكّم بها..

كل السعادة تكمُن في لحظة (الانسياب)هي لحظات تفقد فيها الشعور بالوقت لأنك منغمس تماماً في نشاط تحبه اكتشف نشاطك الذي يوصلك لهذه الحالة وكرره بدون انقطاع ، ومن خلال هذه اللحظات ستصنع الذكريات الجميلة التي ستعيش في ذاكرتك كمحفز للسعادة في المستقبل عند تذكرها وعبورها من خلال ذكرياتك ، هنا الذكريات تصبح كنوزاً دائمة..
يقول الكاتب والشاعر جبران خليل جبران: “السعادة بحر من الأمواج المتلاطمة ، لا يصل إلى شواطئها إلا من يجدّف بقوة”..

لن نغفل السعادة الهادئة (تأمل الطبيعة) مارس التأمل و الهدوء
بضع دقائق يومياً مع التنفس الواعي قد يتغيّر مزاجك تماماً ، يجب أن نستغل التأمل والهدوء  لجلب السعادة لأرواحنا..
يقول الكاتب والشاعر جبران خليل جبران: “في قلوبنا فرحٌ ما ، لو نُشر على الشمس لأظلم ضوءها”..
من حين لآخر حدد وقت مستقطع من يومك العملي الشاق وأجلس في مكان هادئ ، تنفس بعمق وراقب تفاصيل الحياة الطبيعية الأمواج والرمال ، السماء والأمطار ، الأشجار و النباتات الصغيرة و شاهد معجزة النمو البطيء ، التأمل بالحياة تُعلّمنا الصبر والأمل ، بينما التأمل بعناية للطبيعة تجعلنا نعي ونسعد ونفكّر  بجمال قدرة الله وبديع صُنعه..
يقول الفيلسوف فيكتور هوغو:”السعادة مثل القمر ، له وجه مظلم ، لكننا لا نرى إلا الجانب المضيء”..

يقول الشاعر أبو القاسم الشابي: إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بدَّ أن يستجيبَ القدرْ
ولا بدَّ لللّيلِ أن ينجلي
ولا بدَّ للقيدِ أن ينكسرْ..
السعادة في (الحرية) تحرُر الروح من اليأس والقنوط ، تحرُر الفكر من الأمور القاصرة ، وحرية الكيان العقلي من القيود المُغلقة المُحكمة و من التحكُّم من قِبل الآخرين ، حرية الجسد من البلادة والجمود وانطلاقه للجموح والحركة..
يقول ألبير كامو: “لا تُقاس السعادة بعدد الابتسامات ، بل بحرية الروح التي ترفض أن تُسجن في اليأس”..

يقول الشاعر محمود درويش: “السعادةُ هي أن تُحِبَّ ، لا أن تُحَبَّ”..
مارس الامتنان والحمد والشكر لخالقك والمُنعم عليك ، اكتب كل ما يحدث لك خلال يومك أو نهاية أسبوعك من الأشياء السعيدة أو احفظه في تسجيلٍ صوتي على هاتفك ، وعُد إليها عند حاجتك هذا العمل سيغيّر نظرتك للحياة ويزيد من الشعور بالرضا والسعادة..
يقول الفيلسوف نيتشه: “السعادة هي الشعور بأن القوة تزداد ، وأن المقاومة تُهزم”..
 ابنِ علاقة طيبة مع ذاتك ، لا تكن قاسياً على نفسك ، تقبّل عيوبك واحتفل بإنجازاتك ، حتى الصغيرة منها..
يقول إبيكتيتوس: “السعادة لا تعتمد على الظروف الخارجية ، بل على كيفية تفسيرك لها”..

كما نجد السعادة في الرضا والقناعات ، وأن كل شيء مُقدّر ومحكوم ومكتوب لنا من الله سبحانه وتعالي ، لننظر فقط في حدود إيطار أنفسنا ولا شأن لنا بالآخرين..
قلّل المقارنات بالآخرين ، ركّز على تطورك الشخصي بدل من مقارنة نفسك بالآخرين ، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الممتلئة بكل ماهو مُزيّف وغير حقيقي..
يقول رابندراناث طاغور: “أبكي لأني لا أملك حذاءً ، حتى رأيت رجلاً ، لا يملك قدماً”..

يقول الفيلسوف برتراند راسل: “سر السعادة في التوازن والعقلانية وقبول أن بعض الأشياء خارجة عن سيطرتك”..
السعادة في كثير من الأحيان تكمُن في تقبل ما لا نستطيع تغييره أو التحكم فيه سلباً أو إيجاباً ، وخصوصاً الأمور التي لا نملكها ، مثل الأقدار التي كتبها الله لنا ، الكوارث الطبيعية ، الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، ردود أفعال البشر من حولنا وسلوكهم ومشاعرهم المختلفة..
يقول ماركوس أوريليوس: “إذا كنت تعاني ، فهذا بسبب أفكارك ، وليس بسبب الواقع”..
هذا هو الواقع الذي لا تستطيع تغييره ، إذاً غيّر أنت من أفكارك وتعامل معه بعقلانية وتعايش بحرفيّة..
يقول الروائي الكبير نجيب محفوظ: “السعادة ليست في غياب المشاكل ، بل في القدرة على التعامل معها”..

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى