الحرية تبدأ من العقل

✍️بقلمي : منى جمال

كثير مننا يشعر بالحصار الداخلي، بين ظروف مجتمعية وعائلية تقيدنا أكثر مما تحررنا. قد تُظهر الحياة للمرأة صورة من الصعوبات التي تمنعها من النجاح والتميز، ولكن ما نحتاجه حقًا هو التحرر من القيود التي تكبل عقولنا.
رأيتُ نماذج كثيرة، خاصة من النساء، يتمنين أن يصنعن لأنفسهن بصمة في الحياة؛ أن ينجحن، أن يحققن ذواتهن، ليس بالضرورة بالانفصال عن أسرهن أو التمرد على كل شيء، بل فقط بأن يُسمح لهن بأن يكنّ ذواتهن كما خلقهن الله: كريمات، مكرمات، قادرات.

الله سبحانه وتعالى كرمنا بالعقل والإرادة، وقال في كتابه:

“ولقد كرمنا بني آدم” (الإسراء: 70)
ويبدأ التكريم من حرية التفكير والرؤية الخاصة بنا.

ليست المسألة في التمرد على العادات والتقاليد بشكل أعمى، بل في التمييز بين ما يرضي الله وما يعيق تقدمنا الشخصي. هناك فرق بين الخوف والرعاية. فالحب الحقيقي هو أن نُشجع على النمو والتطور، لا أن نُقيد أحلامنا بسبب الخوف أو العادات الظالمة.
قد تتوفر سبل الراحة الجسدية أحيانًا، لكن الحرية الحقيقية لا تبدأ إلا من تحرر العقل: أن ترى الأمور بزواياك أنتِ، أن تختاري ما تحبين وما يناسبك، بما لا يغضب الله عز وجل.

اشغلي فكرك بكيفية تطوير نفسك: تعلمي، نمّي موهبتك، ارسمي طموحك بوضوح. اعلمي أن الصبر والمثابرة طريق النور. ربما الطريق طويل، وربما يحمل الكثير من الصعوبات، لكن الوعد الحق أن “مع العسر يسرا”، وأن لكل مجتهدة نصيبًا

تذكري دائمًا :أن النجاح ليس بعيدًا إذا قررنا أن نكسر القيود العقلية وننطلق نحو أحلامنا.

وإن الحرية لا تأتي إلا عندما نتحرر من داخلنا، صناعة السعادة لا تحتاج سوى قلب مؤمن، عقل واعٍ، ونفس مثابرة.
والنور سيأتي، حتمًا سيأتي….