الانفصال

✍️ روان طلاقي :
حينما يُطوى فصلٌ من فصول الحياة، لا يعني ذلك النهاية، بل هو بداية جديدة. لم تكن في الحسبان!
لحظة الانفصال ليست مجرد ورقة تُوقَّع، أو إجراء ينتهي عند المحكمة، بل هي زلزالٌ داخلي يهزّ الأعماق، يعيد ترتيب الأولويات، ويوقظ امرأة كانت تظن أن خارطة حياتها مرسومة إلى الأبد ! كما حلمت دوما.
الانفصال ليس فقدًا فقط، بل اكتشافٌ مرٌّ وجريء. و نقطة تحوُّل من الإنكار إلى الوعي، حتى يأتي منبه الاستيقاظ وتستيقظ يوما ما لوحدها.
تقوم بتجميع ما تبقى منها من قوة، وما زرعته داخل نفسها من أمل.
حتى تدرك ذلك الألم وتتقبله. تتقبل ان شجرة العائلة لم تكتمل وأن ذلك الرجل زرع شجرة وحكاية اخرى وتأخذ أغصان جديدة لترميم نفسها حتى تُكون شجرتها المستقلة بذاتها وفي خضمّ الوجع، تتشكّل الى امرأة أخرى. لا تلك الضعيفة ، ولا تلك التي كانت تؤمن أن الحب وحده يكفي للبقاء. بل امرأة تفهم أن القوة ليست في التماسك فقط، بل في القدرة على الانهيار والوقوف من جديد. تعيد ترتيب حياتها ، عظمًا بعظم، وتبدأ حكاية جديدة بوعيٍ مختلف، وإرادة لا تعرف التراجع.
نعم الماضي يتكرر في الذكرى، ! لكنه لن يعود . وما لا يعود لا يجب أن يأخذ حيزا في حاضر الحياة . فالزمن يستمر بالتقدم ، ولا يمنحنا فرصة لإعادة المشاهد. الا في الاحلام!
فلنعيش في الحاضر ، ونكتب فصل الربيع الخاص بنا بكل جمال وحب وقوة.