منوعات

البلشون الذهبي” يظهر في الشمال.. طائر مهاجر يزين براري الحدود الشمالية

 

الحدود الشمالية – متابعات :

تتمتع منطقة الحدود الشمالية بتنوع بيئي مذهل وثراء طبيعي جعل منها نقطة جذب للطيور المهاجرة التي تتخذ من براريها محطة استراحة وغذاء خلال رحلاتها الموسمية الطويلة.

هذا المشهد الطبيعي الآسر وثّقه عضو جمعية “أمان” البيئية عدنان خليفة، الذي رصد مؤخرًا طيفاً واسعًا من الطيور المهاجرة، كان أبرزها البلشون الذهبي، أحد الطيور المائية النادرة التي لفتت الأنظار بحضورها اللافت في تجمعات المياه المتناثرة في المنطقة.

البلشون الذهبي، أو كما يُعرف أيضًا بالبلشون المذهب، طائر صغير الحجم ذو مظهر مميز، يشتهر بتواجده في البيئات الرطبة مثل المستنقعات وشواطئ البحار والأنهار. يتميز البالغ منه في موسم التفريخ بكسوة لامعة تميل إلى اللون الأرجواني في مؤخرة الرأس، إضافة إلى قنبرة طويلة مخططة، ومنقار يتدرج لونه بين الأزرق المخضر في الصيف والمصفر شتاءً. كما يُلاحظ وجود بياض بارز في جناحيه أثناء الطيران، وهو ما يضفي عليه مظهرًا شبيهًا بالطائر الأبيض، ويجعله من الطيور التي يصعب تمييزها عن أقربائه من أنواع البلشون، خاصة بلشون البرك الهندي.

في نمط معيشته، يعتمد هذا الطائر على استراتيجية التخفّي والتربص بين النباتات المائية للانقضاض على فرائسه التي تتنوع بين يرقات الحشرات والأسماك والبرمائيات واللافقاريات. نشاطه يمتد من ساعات الشفق وحتى الليل، وقد يكون نشطًا أيضًا خلال النهار بشكل جزئي، حسب توفر الغذاء والبيئة الآمنة.

أما في موسم التكاثر، فإن البلشون الذهبي يشكّل أزواجًا أحادية الزواج موسميًا، حيث يتشارك الزوجان في بناء عش من الغصينات عادة على ارتفاعات متوسطة بين أغصان الأشجار أو في نباتات القصب، مع تفضيل واضح للمناطق الهادئة ذات الغطاء النباتي الكثيف. تتكون الحضنة من أربع إلى ست بيضات، ويشارك الأبوان في رعايتها حتى تفقس بعد نحو ثلاثة أسابيع، في حين تغادر الصغار العش بعد حوالي شهر، وتبدأ في الطيران في عمر 45 يومًا.

الطائر ينتشر بشكل واسع خلال فترات الهجرة وخلال الشتاء، ويُعتقد بأنه يتكاثر على امتداد نهر الرياض المعروف بوادي الحائر، وربما في المنطقة الشرقية، مستفيدًا من بيئاتها الرطبة المتنوعة التي تشمل قنوات التصريف والمجاري المائية وبرك معالجة الصرف الصحي والمستنقعات الطبيعية. كما تم رصده في غابات المانغروف وأحواض القصب الكثيفة التي تمنحه الحماية والطعام.

ويمثل البلشون الذهبي أحد الأمثلة الفريدة على ثراء التنوع الحيوي في المملكة، خاصة في المناطق الشمالية التي تتزايد فيها أهمية الجهود البيئية لرصد الحياة الفطرية وحمايتها. ومع استمرار مثل هذه الرصودات والمبادرات البيئية، يتعزز الوعي بأهمية حماية البيئات الطبيعية التي تؤوي هذا النوع من الكائنات، والتي تجعل من المملكة محطة رئيسية في طريق الهجرة الكبرى التي تقطعها الطيور سنويًا عبر القارات .

كمال فليج

إعلامي جزائري / نائب رئيس مجلس ادارة صحيفة الآن الإلكترونية مستشار إداري / نائب رئيس التحرير / نائب رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى