أخبار رياضية

حوار مع الشيطان

من الذكريات

✍️ فايل المطاعني ؛

كلنا لدينا نظرة مختلفة عن الجن ، فمنا من يراهم مجرد عباد الله خلقوا قبل البشر لتعمير الأرض ، ولكنهم عاثوا فسادا في الأرض فأنزل الله الملائكة تعاقبهم على ذلك الفساد . وهذا السائد عندما يكون فساد يكون العقاب. ومنا اقصد من البشر جعل تلك المخلوقات أرباب من دون الله عزوجل. ولكننا ، جميعا نتفق على أنهم كائنات غير مرئية .لم اسمع أحد قال رأيت جني أو رأي جنية .امم الحقيقة ،انا رأيت ابليس و ابنته ،في مسلسل لا اله الا الله ،وقد جسد الفنان الراحل جميل راتب صورة ابليس وكلما أردت تخيل شكل ابليس أو اريد وصفه اتذكر الفنان جميل راتب وابنته تيسير فهمي في ذلك المسلسل التلفزيوني الشهير، غير ذلك فأن رؤية ابليس مجرد أقاويل وأساطير ، ولكن كشئ مرئي لا يوجد ،والغريب أن بعض البشر هم من يبحث عن الشيطان وأعوانه ، وهذا من غرائب الدهر ،فهل يعقل ابحث عن شئ غير. مرئي ، لمجرد الفضول . إذن نحن نتفق على هذا الطرح لا احد راي ابليس الرجيم ولا ابناؤه ولا حتى زوجته لا اعلم مدى جمال زوجته ولكن هذا ليس مهم لم أقرأ أن أحد مدح جمال زوجة ابليس أنني لدي فضول لمعرفة اسم مدام ابليس ؟
ولأن لنبدأ حكايتي مع الشيطان بنفسه وليس ابناؤه .
حدث هذا الحوار فى فترة المراهقة أو ما بعد المراهقة تقريبا ، لذلك جعلته من ضمن سلسلة الذكريات هيا بنا إلى الحدث …….
كلنا نحلم بالمال ، و يكون لدينا ثروة تجنبنا السؤال والذل ، والشاب طبيعته يريد كل شي بسرعة .يريد أن يكبر بسرعة ويتزوج بسرعة ويشتري بيت بسرعة ويشتري سيارة بسرعة ،يعني عند الشاب السرعة شي مهم. وانا مثلهم ،احلم بالثروة وافكر كثيرا كيف احصل على المال .
كان همي أن ابني مستقبلي بسرعة ،حتى استمتع بالمال ،كنت اري عجائز الإنجليز وهم ينزلون من السفن السياحية ،يكاد الواحد منهم لا يستطيع المشي ، وكنت اقول هؤلاء الإنجليز مجانين ، يشتغلون طوال تلك السنين ،وعندما يبلغ أحدهم أرذل العمر يستمتع بالثروة والمال ما الفائدة من مالا لا استمتع به وانا شاب ،بماذا يفيدني وانا هرم عجوز ؟!
وهكذا كان همي أن أحصل على المال وانا لا زلت صغيرا .
ذات يوم بدأت في الشروع في مشروع صغيرا ،وكنت اريد سيولة لابد لاي مشروع من سيولة لكي ينمو ، وفي ليلة من الليالي كنت نائما ، وانا افكر بالمال وكيف احصل عليه ،مثلما قلت لكم .
وفي منتصف الليل سمعت صوتا يناديني … يا صديقي يا صديقي ،صحيت ،وانا استغرب فلا يوجد احد معي ،ليس صحو بالمعني المعروف ،بل هو بين اليقظة والنوم، كانت الإضاءة مطفأة ،عندما خلدت إلى النوم ،والان اراها مضيئة!؟ استغربت لأن أحدهم يخاطبني.الصوت مصدره الإضاءة فقط صوت ، لم فقلت نعم بخوف : من انت فقال: هل تريد المال .
فقلت بخوف : من انت فقال : صديقك
فقال وبصوت ودود : هل تريد مالا
فقلت بسرعة : نعم ومن لا يريد المال !
فقال :حسنا سوف امنحك المال الازم بل أكثر من اللازم .
ولكن بشرط فقلت له : ما هو ؟
سكت لحظة ثم قال :تعلم انني صديقك الصدوق ولن تلقي مثلي صديق يمنحك المال دون مقابل يذكر ،انا اريد كلمة واحدة يا صديقي فقط كلمة
فقلت له دون تردد : من انت اولا و ماهي تلك الكلمة ايها الصديق الوفي ؟
قال بعد أن اطمئن لي : أريدك أن تكفر بالله ولك منى أن املأ هذه الغرفة أموال ومجوهرات ،وسأكون تحت امرك .
سكتت فجأة ثم قلت :انك الرجيم أليس كذلك
بدأت نبرة صوته والارتفاع قليلا قائلا لي : لا تقول رجيما ،تلك كلمة لا احبها ، قول أبا عامر
فقلت له : أبا عامر الرجيم
استبد به الغضب : هل يعجبك أحد أن يسبك يا صديقي ،لاحظ أنني أخاطبك بكل ود واحترام ، لنتفق على أن نحترم بعض انت أبا من؟ فقلت له : لا احد
ضحك وقال :انت أبا راشد وانا أبا عامر ودعك من الرجيم هذه ، فهذا اللقب مزعج .
فقلت له :دعك من الألقاب الان قل ماذا تريد .
صمت ثم قال :انت تريد المال وانا اريدك ان تكون من أتباعي .
فقلت له :لم افهم ، ماذا تعني بهذه الكلمة.
فقال موضحا : أكفر بالله قالها بالتدريج و بصوت هامس ولكن مخيف .
وبلا تردد قلت له :تريدني أن أكفر بالله العظيم العزيز ،وما المقابل أموال .
فقال مقاطعآ : نعم المال الذي سيجعلك غنيا ، ولن تموت مشردا .
سكت برهة ثم قلت له :ايها الرجيم ،انك تدعي صداقتي ،وهل الاصدقاء يدعون اصدقائهم الى جهنم؟ واضفت قائلا : هل تعلم ايها الرجيم ، نحن لا ندخل الجنة بأعمالنا ، بل ندخلها برحمة الله عزوجل ،لذلك يقال المرحوم فلان وليس المحسن فلان ، لا اله الا الله
محمد رسول الله
انا قلت ذلك و فجأة انطفأ الضوء ، ثلاثة أيام لا اتذكر شيئا من تلك المحادثة أو الحوار. و بدأت استعيد الحوار، بعد مدة ….بعد تلك المحادثة باسبوعين رزقني الله بمال عن طريق أحد الاصدقاء، وطلب منى عدم إرجاع المال .
خلاصة القول
الشياطين ليس لهم مقدرة علي البشر ، الشيطان ضعيف وانت قوي لأن الله معك، الله عزوجل يحبك ،انت قوي ايها الانسان فلا يهزمك الرجيم . ليس العبرة أن تقرأ القرآن ولكن العبرة أن يكون منهجك القران …ولنا في الذكريات رمق حياة
كالحلم يهرب العمر ؛
و لا نستطيع الإمساك به فعيب السنين أنّها تصنع الذكريات ،
و عيب الذكريات أنّها لا تعيد السنين !!….
يتبع ……

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى