قصائد و مقالات

حلف اليمين

✍️ د. سعاد حسني:

حلف اليمين : ما أجملها كلمة.! وما أعظمها قيمة.! كلمة تقال عندما نتخرج من الكلية الخاصة بنا، وخاصة عند استلام العمل الذي نتعهد به أمام أنفسنا كلمة بمثابة وثيقة شرف، نصها الإلتزام بمهام المهنة التي سنقوم بها مهما كان شأنها ( طبيبا – مهندسا – معلما – محاميا – وزيرا – رئيس وزراء – رئيسا للجمهورية). كلمة سيحاسبنا الله – سبحانه وتعالى – على نص حلفها يوم القيامة، وجراء ما قمنا به من عمل تجاه هذا الحلف، وتجاه من يستحقون العمل من أجلهم،. والسؤال هنا : هل واحد منا مهما كان منصبه، ومهما كان طبيعة عمله قام بواجبه على أكمل وجه، كما يرضاه الله ورسوله؟ هل كل واحد منا ملتزم بمثاق هذا الحلف ومتطلباته من الجد والأمانة المهنية، واحترام الأخرين علينا؟ هل كل واحد منا مرتاح لملاقة الله، وحسابه لنا يوم القيامة؟ لحظة. قبل التسرع والإجابة بكلمة نعم. فما أسهلها على اللسان.! وما أهونها لإلقائها على الأخرين.! ولكن حقيقة صدقها يعلمها الله وحده. وعلى الرغم من وجود علامات كثيرة ودلالات تدل على عدم الصدق بنطقها. واسمحوا لي أن ألقى بعض الأسئلة لتوضيح ذلك. فإن كنا صادقين في نطقها فمن أين جاء الفساد في المجتمع بجميع صوره؟ من أين جاء الفساد المستشري ما بين ( رشوة – اغتلاس – أموال – مخالفة القانون في إدارة المهنة والعمل به)؟ لماذا تغلب الشر على الخير في وقتنا الحاضر؟ لماذا ظهر بصوره البشعة وتوارى ورائه الخير، واختفى فى عبائته. فعلينا أن نرجع إلى صوابنا، فالنرجع إلى الثقة بالله ولنعلم علم اليقين أن أرزاقنا سوف تصل إلينا مهما طال الأجل، وأن لا أحد يستطيع مهما كان شأنه أن يحرمه منه. علينا أن نجدد مع أنفسنا، ومع الله الثقة ونتأكد أن النافع هو الله، وأن الضار هو الله. وأن نؤدي الأمانات إلى أهلها. وأن كل راع سيقوم برعايته على أكمل وجه. هذا لا يمنع أن كثيرين منا شرفاء ويخافون الله ورسوله.

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى