النووي بكفاءات وحِكمة سعودية

الاحساء – عبدالله فقيهي:
حققت المملكة العربية السعودية تقدمًا ملحوظًا في مشروعها الوطني للطاقة النووية، معتمدة على الكفاءات الوطنية في مختلف مراحل التطوير، بما في ذلك التصميم والتشغيل والتصنيع.
وأطلقت المملكة مشروعها الوطني للطاقة الذرية في عام 2017، بهدف إدخال الطاقة النووية السلمية ضمن مزيج الطاقة الوطني، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030. يشمل المشروع عدة مكونات رئيسية، منها:
• بناء أول محطة للطاقة النووية: تجري مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة دراسات فنية لتحديد وتهيئة المواقع وتجهيز البنية التحتية لبناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة تحتوي على مفاعلين، وفقًا لأحدث المعايير الدولية.
• مفاعل الأبحاث منخفض الطاقة: دُشِّن هذا المفاعل في عام 2018، ويُعد الأول من نوعه في المملكة. يسهم في تطوير صناعة المفاعلات النووية وتدريب الكوادر الوطنية، حيث صُمم بواسطة خبرات سعودية شابة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
• التنظيم والرقابة: تم تطوير هيئة السلامة النووية والإشعاعية لتكون هيئة مستقلة تهدف إلى الحفاظ على السلامة الذرية والإشعاعية للأفراد والبيئة والمنشآت النووية.
وتُعَد الكوادر السعودية محورًا أساسيًا في تنفيذ المشروع النووي، حيث تم تأهيلها لتولي مهام التصميم والتشغيل والصيانة، بالإضافة إلى تصنيع بعض مكونات المفاعلات النووية محليًا. هذا التوجه يعكس التزام المملكة ببناء قدرات وطنية مستدامة في مجال الطاقة النووية.
وتعمل المملكة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان التزامها بالمعايير الدولية في استخدام الطاقة النووية السلمية، مما يعزز من مكانتها كدولة رائدة في هذا المجال.
هذا التقدم في المشروع النووي السعودي يعكس رؤية المملكة الطموحة نحو تنويع مصادر الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة، مع الاعتماد على الكفاءات الوطنية في تحقيق هذه الأهداف.