قصائد و مقالات

الفتاة ذات القراط اللؤلؤي

✍️ وجنات صالح ولي :

حينما ندرك بأن ليس علينا الحديث في كل شي حتى نعبر عنه ،لكن هناك صمت يعبر عن إجابات ومواقف واضحة ويستنتج منها حديث معبر دون النطق بكلمةً واحدة كما حدث في قصة ( الفتاة نات القراط الؤلؤي ) وتكمن القصة
في شوارع دلفت الضيقة في هولندا الشاسعة، وعندما قرر (فيرمير) رسم لوحة مختلفة تمامًا
لوحةً تتحدث، صامتة وتعكس الجمال الداخلي طلب من غريت
التي كانت مجرد خادمة في مرسمه أن تكون نموذجًا له وذلك عندما لاحظ (فيرمير )ذكاءها الفطري وحسها الفني
حيث بدأت تنشأ بينهما تلك العلاقة الصامتة من الفهم
والإلهام العميق، لكن المفاجأة كانت عندما قدم لها قراط لؤلؤ
ثمينا، يعود لزوجته الغيورة

جلست غريت أمامه، بوجهها الهادئ وعينيها العميقتين، بينما
التفتت برأسها قليلأ إلى الخلف ونظرت إلى الرسام بنظرة غامضة
الضوء الذي انعكس على بشرتها الناعمة جعل القراط يلمع كقطرة
من النور مما أضفى على اللوحة سحزا أبديا لا مثيل له على الإطلاق

لكن هذه اللحظة الفنية توجت بالتوتر والقلق، حيث كانت زوجة
( يوهانس فيرمير )تشعر بالغيرة والشك من العلاقة التي قد تجمع بين الفنان
والخادمة الشابة ،اليوم تعتبر لوحة ” الفتاة نات القراط الؤلؤي واحدة من أعظم الأعمال الفنية في التاريخ
تحمل في طياتها قصة غامضة لم تحكى من قبل وبالكامل وكونت
حبًا صامتًا لم يجرؤ أحد على الإعتراف به.
وهكذا بقيت رمزاً للجمال والدراما الغامضة التي لا تزال تسحر العالم

“الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” يوهانس فيرمر 1665.

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى