ريما بنت عبدالله لم تكن إعاقتي يوماً ما ضعف بل دافع قوي لتحدي الصعوبات

مكتب جدة-الكاتبة و الإعلامية : مريم السلمي
رسائل الله عز وجل لنا كأصحاء في هذة الحياة عدة ،تستدعي للتفكر والتأمل والحمد والشكر على عطاياه سبحانه ، من تلك الرسائل فئة ذوي الإعاقة الرائعون،في أحد الأيام تم دعوتي لحضور محاضرة بعنوان ” تذكرت كاتب ” المفاجأة بأن الشخصية التي سوف تقدم هذهِ المحاضرة من ذوي الإعاقة اسمها ” ريما بنت عبدالله الدريجان ” تجلس على كرسي متحرك عمرها 26 سنة ، طالبة في الجامعة الإلكترونية قسم إدارة أعمال ، ابتسمت لا شعورياً عندما رأيتها ، شعرت حينها بأن الإنسان قادر بأن يجتاح سماء الإبداع بالعزيمة والإصرار والثقة .
إليكم حوار دار بيني وبينها لنتعرف على ريما الملهمة .
1- ريما بنت عبدالله الدريجان من ذوي الإعاقة واصبحت ملهمه للكثير ، حدثينا عنك ؟
أنا ريما بنت عبدالله الدريجان، من ذوي الإعاقة، لم تكن إعاقتي يوماً ما ضعف، بل كانت دافع بالنسبة لي ، تجاوزت الصعوبات، وأصبحت مصدر إلهام للأشخاص الذين يعتقدون بأن تحقيق الأحلام مستحيل ، آمنت بذاتي ، ومن ثم قررت أن أكون “القصة الملهمة للآخرين “.
2- حديثينا عن مرضك وكيف استطعتي التعايش مع هذا المرض ؟
المرض الذي أُعاني منه مرض وراثي، رافقني من منذُ الطفولة،عندما كبرت تقبلته واصبح جزء لا يتجزء من ريما والحمد لله وهذا من فضل ربي سبحانه ومن ثم والدي و والدتي حفظهم الله ، الذين زرعوا في قلبي الثقة لمواجهة هذا المرض،عباراتهم المحفزة كانت كفيلة بأن تجعل ريما قوية ( أنتِ تستطيعين ، ونحن معك )
3- هل وجدتي صعوبة في بداياتك عندما خالطتي المجتمع ؟
إي نعم، واجهت صعوبة في البداية،خصوصًا في الأماكن العامة و مدرستي ، كانت نظراتهم لي موجعة جداً ، وحديثهم عني محبط ، لكن لم انسى حينها، حديث والدي و والدتي لي عند حدوث اي موقف سلبي ، وطريقة التخطي، حتى أيقنت بأن تصرف الاخرين جهل ليس لهُ أي أهمية ، والمواجهة بهدو وبثقة ، تحدي للذات .
4- موقف لن تنساه ريما بنت عبدالله ابدا ؟
يوماً ما كنت في أحد المتاجر لبيع الملابس الجاهزة ،سمعت احدهم يضحك، إلتفت بإتجاه الصوت الا وهوه يضحك على قامتي القصيرة ، لم اتمالك نفسي بكيت حينها بحرقة ، شعرت بالإحباط ، أمسك أبي بيدي ومن ثم قال
“إحنا ما نقدر نربي الناس، بس نقدر نعلمهم بطريقتنا الخاصة.”
ومن تلك اللحظة، تغيّرت كثيراً ، ولله الحمد .
نفخر بريما وبالكثير أمثال ريما بنت عبدالله الملهمة ، عندما نشاهد هذهِ النماذج في المجتمع ، حيث نعلم جميعنا بأن ليس هناك مستحيل ، نحن قادرين على التخطي و نصبح مؤثرين ،تأثير إيجابي على الآخرين .
لا تدع اليأس يُحيط بك ، هناك من هم في حال يختلف عنك ولكن استطاعوا ان يكونوا في الأفق ، يعلمون بأن الله عز وجل معهم ولن يخذلهم أبداً .