قصائد و مقالات

التحذير من الاسراف والتبذير

✍️ إبراهيم النعمي :

انتشرت خلال الفترة الماضية مقاطع
الفيديو لبعض المواطنين وهم يسرفون
في ولائم الحفلات والمناسبات الاجتماعية وبعد ،انتهاء هذه الحفلات يقومون برمي الطعام في حاويات النفايات ،وهذا من البطر والرياء والتفاخر بهذه النعم وهو من الاسراف لما فيه من تضييع لنعم الله تعالى التي يجب أن تُشكر ولا تُكفر، قال تعالى : {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}

والإسراف في كل شيء مذموم ومنهي عنه ، لاسيما في الطعام والشراب ، قال الله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) وحذرنا سبحانه وتعالى من التبذير في قوله: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:(كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ)

وديننا الإسلامي الحنيف لم يُحرم زينةَ
الحياة الدنيا ،والطيبات من الرزقِ، قال تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) ولكنه حذرنا من الاسراف والتبذير وكما يعلم الجميع أن الاسراف هو هدر للمال والثروات دون
فائدة، والإسراف والتبذير من أسباب زوال النعم وفقدانها، قال تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)،

وقال ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه: ” التبذيرُ هو الانفاقُ في غيرِ حقٍّ، أمَّا الانفاقُ في الحقِّ فلا يُعدُّ تبذيرًا”. وقال مجاهدُ رحمه اللهُ: “لو أنْفقَ إنسانٌ مالَه كلَّه في الحقِّ لم يكنْ مبذراً، ولو انْفقَ مُدًّاً في غيرِ الحقِّ كانَ مُبذِّراً “.

وكان الأجدر بهؤلاء الذين يسرفون في ولائم الطعام أن يتصدقوا على الفقراء والمساكين ويذهبوا إلى الأماكن الفقيرة ويتصدقون عليهم ولو بجزءٍٍ يسير قال تعالى :-(قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ).

ويجب علينا أن نكون عونا لقيادتنا ولوطننا الغالي في إتباع تعاليم ديننا الإسلامي في عدم الإسراف والتبذير ويجب علينا عدم تداول مثل هذه المقاطع التي تدعو الى الهياط والإسراف والتبذير وخصوصاً أن بلدان كثيرة من حولنا تعاني من الفقر والمجاعة .

ويجب الأخذ على أيدي هؤلاءالعابثين بهذه النعم الذين يصورون أنفسهم وينشرون مثل هذه المقاطع بأن يغرموا بغرامات مالية تكون ريعها للجمعيات الخيرية ولكفالة الأيتام ولجمعية تحفيظ القرآن الكريم.

وبشكر الله تدوم النعم قال تعالى :
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }.

ويجب عليهم التوبة والاستغفار
وعلينا شكر النعم بعدم التبذير والهياط

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى