
✍️ أحلام أحمد بكري :
مواقفنا في الحياة كثيرة في تعاملاتنا مع من حولنا ، بغض النظر عن نوع العلاقة فيما بيننا ومدى قربها ، سواء على الصعيد العائلي أو الأصدقاء والزملاء والجيرة..
حوار لطيف بيني وبين صديقة مقربة لقلبي ، طرحت مواقف حدثت لها وختمتها بمجموعة من الأسئلة..
تخيرت منها موقفين:
الأول:
عندما يكون لديك شخص مقرب ومن خلال العشرة معك أصبح على عِلم بما يضايقك من التصرفات والمواقف ، ولكن يُكرر نفس التصرف أو الموقف أكثر من مرة ، وبدون أن ينتظر حتى ردة فعلك ، وأحياناً يقول لك أعلم أن هذا سيُغضبك ولكن غصباً عني أفعلهُ..
السؤال:
ياترى ماهو التصرف السليم معهُ ..؟
والجواب بسيط جداً:
تجاهل التصرف أو الموقف ، وكأن شيئاً لم يكُن ..
لأن التركيز على التصرف والموقف والتحذير والتنويه عنهُ ، وتكراركَ لهُ في كلِ مرةً ، يدفع الطرف الآخر لحالة ( الممنوع مرغوب) حتى لو كان الطرف الآخر لايعنيه الموقف ، أصبح يقوم به بشكل متكرر ، كنوع من إرسال رسالة لك يقول فيها : ( لا تفرض عليه رأيك ) أنا أقوم به ليس رغبةً ، وإنّما من باب لا أحد يتحكم في تصرفاتي (أنا حُرّ)..
وعدم التركيز في هذا التصرف أو حتى النقاش فيه ولفت النظر عليه ، سيجعل الطرف الثاني ينساه تلقائياً ، ولن يقوم به بعد ذلك ، هذا أولاً ، بينما ثانياً :
أنت في تعاملك مع من حولك ليس مُلزم بتصحيح تصرفات الغير التي لا تُطابق هواك ، فهو ليس نسخة منك بل هو شخص آخر له رغبات وأفكار ومبادئ تختلف عنك ، والمطلوب فقط التعايُش معهُ كما هو إن أرتضيتهُ..
الموقف والتصرف الآخر ، لو الشخص الذي تتعامل معهُ كذِب عليك كذبةً ، وأنت تعلم أنهُ كاذب..
السؤال:
هل أواجههُ بكذبهُ عليّ وأقول لهُ لقد كُنت مكشوفاً أمامي وأعلم أنك تكذب..؟
أم أضحك بداخلي وأقول ليأخذ راحتهُ ، فليس لدي رغبةً في النقاش أولاً ، ولا أريد احراجهُ ثانياً ..؟
الجواب بسيط جداً:
الأفضل عدم المناقشة ، يكفي أنهُ مكشوف أمامك ، سيعلم ذلك من حوارك معهُ أو تعاملك ، لا تحرجهُ ، يكفيه الذنب الذي أرتكبهُ بكذبهُ عليك ، إيّاك أن تُجادل وتُناقش كاذباً فهو لن يعترف بكذبهُ أمامك وسيدخل معك في جدال يُعكّر مزاجك ، دعهُ وكذبهُ..
ولا تسأل الكاذب لماذا كذب ، لأنهُ حتماً سيجيبك بكذبةٍ أخرى..