وأبشر بالخير تجده

✍️ صالح الريمي :
اليوم ستكون مقالتي عن رسالةٍ وجهها لي تلفوني أو ما يسمى بالهاتف الخلوي أو كما يحلو تسميته بالجوال..
اليوم أرسل لي هاتفي رسالةَ اعتذارٍ قائلًا:
قد أرسلتُ لكَ كثيرًا لكن بصمتٍ وحان لي أن أتكلم.. كفاك مني خدمةً فقد هرمتُ وأصبحتُ عاجزًا عن الاستمرار معك في طريق التفاؤل الذي تدعو محبيك ومتابعيك إليه..
بعد أيامٍ وشهورٍ وسنينَ قضيناها سويًا لم أنتبه أن عمري الافتراضي قد فنيَ، وما زلتَ متفائلًا ومستبشرًا بالخير رغم كل الظروف التي حلت بك وبي أنا أيضًا؟!..
أنتَ حرٌّ في نفسك وحياتك واستمرارك بتفاؤلك في الحياة..
من وجهةِ نظري: الحياة هي كلُّها همٌّ وغمٌّ ومشكلاتٌ وظروفٌ صعبةٌ، أمَّا عني فقد تعبتُ وهرمتُ، وسوف أتوقفُ وأنامُ قريرَ العينِ فاستبدلني بجهازٍ آخرَ يستمرُّ معك في تفاؤلك..
انتهت رسالة هاتفي.
وتم الرد على رسالة هاتفي بالتالي:
أولًا شكرًا؛
شعورك بالتشاؤم من المستقبل قد يكون سببه افتقادك الحقيقي للطموح بأنك لن تستمر معي في حال وجدت هاتفًا جديدًا، لذا أتفهم مشاعرك وحقيقة مافي نفسك وحالتك الحالية وما جاء في رسالتك من أعراض يوحي بأن لديك حالة تشبه الاكتئاب بسبب توقفك كثيرًا عن العمل، وذهبت إلى مركز الصيانة أكثر وتم علاج مشكلاتك بالترقيع وليس بالحل الجذري..
الأمر الثاني؛
أولًا شكرًا لك على كل ما قدمته لي من خِدْماتٍ جليلة، وعلى ما قضيت معي من أوقاتٍ ممتعةٍ.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله..
وأنت يا هاتفي العزيز تستحق الثناء والمدح بعد خمس سنوات قضيتها معي..
فلولاك ما كنت وصلت إلى أصدقائي وأحبابي الأفاضل ومتابعي الكرام..
ولولا جهودك معي لما كان لنجاح كتاباتي وصولًا للقراء..
دمت بخير وشكرًا لك من القلب.
الأمر الثالث؛
هل تعلم يا هاتفي أن التفاؤل عرف في معاجم اللغة هو حالة نفسية تؤثر على مسار حياة الإنسان بشكل إيجابي واستعداد نفسي يهيئ لرؤية جانب الخير في الأشياء والإطمئنان إلى الحياة على تحمل مصاعب الحياة، لتكون دائم الانشراح لأن المتفائل يرى كل شيء جميلًا عكس المتشائم..
الأمر الرابع والأخير؛
يا هاتفي ليكن يقينك أن أمر الله لك كله خير، وأنه خير من تدبيرك لنفسك! بل هو على ثلاثة: إما خير صُرف لك أو شر صُرف عنك أو بلاءٌ تُختبر به، فثق بالله ولا تيأس، فمهما تعثرت ما زالت الحياة تُقدِّم لك فُرصًا كثيرة، ومهما أخذت منك الحياة فهي كل يوم تعطيك أملًا جديدًا بأن القادم أفضل، ومهما خسرت وفشلت وحزنت وتعثرت، لا تيأس أبدًا، وأبشر بالخير تجده!!
*ترويقة:*
المتفائل ليس أعمى ولا واهمًا يعيش في الأحلام وإنما هو واقعيٌ؛ يدرك أن الحياة بقدر ما فيها من المشكلات يوجد إلى جوارها الحلول، وبقدر العقبات فهناك الهمم القوية التي تحوِّل أبدًا المشكلة والأزمة إلى فرصة جميلة..
كل لحظة تفاؤل تمرُّ علينا تجدد الأمل في قلوبنا.. وتجعلنا نرى أشياء جديدة لم نكن نراها من قبل، فتضيء حياتنا ويزداد جمالها وتشرق شمس أحلامنا من جديد.
*ومضة:*
أعترف أنا العبد الضعيف المقصر أن الله أعطاني أكثر مما أستحق، وأكرمني أكثر مما اجتهدت وكان معي أضعاف المرّات التي ناديتهُ بها، ولم يتركني رغم أني ابتعدت، ولم يخذل ظني الجميل به رغم أن ظني كان في كثير من المرات أشبه بالمستحيل، وأعترف أنني لو أشكره أبد الدهر ما أوفيته عظيم صنعه معي وكرمه عليّ ولطفه بي.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*