قصائد و مقالات

السعداء هم الراضون

✍️ صالح الريمي :

تزوج أحد الزهاد امرأة صالحة وجميلة وكان الرجل دميمًا، فنظر في المرآة ذات يوم فقال لزوجته: بليت بك، لأشكر، وبليتِ بي لتصبري، وعاشا سعيدين، والمقصود هو أن نرضى بواقعنا بلا شروط أو قيود، ففي هذا الرضى سعادة للنفوس وترياق للهموم، ولهذا ‏في رأيي وجدت أن أعظم نعمة قد يمتلكها أي شخص في حياته هي نعمة الرضا بالواقع الذي يعيشه مهما كانت الظروف المحيطة به، قال تعالى: ﴿.. وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا..﴾..
وبالرضا يعيش الإنسان مرتاح القلب، مطمئن النفس، هانئ الروح، ويتحول العالم إلى جنّة في عيني صاحبها، ويصبح كل شيء يملكه مهما كان بسيطاً له قيمة كبيرة في نفسه.. قال تعالى: يقول تعالى: {..فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ..}.

الرضا: هو تقبُّل ما يقضي به الله من غير تردد ولا معارضة، وسكون القلب تحت مجاري الأحكام، لأن كل ما حصل لك أو عليك إنما هو بقدر الله وحكمته؛ فلا تحزن على أمر فات، ولا تخف مما هو آت. وعش حياتك كما هي وتقبل واقعك وأرضى عن ذاتك وتصالح معها تسعد، لأنك تعيش في دنيا مؤقتة، أي لها نهاية ! فليكن همك كيف تعيش حياة طيبة تضمن لك نهاية سعيده وخالدة بعد تلك المؤقتة..
السعداء هم الذين يتفاءلون دائمًا ويؤمنون بأن ما أصابهم لم يكن ليخطأهم وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم.. “رفعت الأقلام وجفت الصحف” ..

*ترويقة:*
قال إيليا أبو ماضي:
كم تشتكي وتقول إنك معدم
والأرض ملكك والسما والأنجم
ولك الحقول وزهرها وأريجها
ونسيمها والبلبل المترنم
والماء حولك فضة رقراقة
والشمس فوقك عسجد يتضرم
والنور يبني في السفوح وفي الذرى
دوراً مزخرفة وحيناً يهــدم
هشت لك الدنيا فما لك واجماً؟
وتبسمت فعلام لا تتبسم؟

*ومضة:*
إذا فتِّشت عن السعداء من حولك، ستجد الرضا حتماً يسكن أعماقهم في كل أوقاتهم .!
اللهم اجعلنا منهم.

*كُن مُتَفَائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى