الساحر دايفيد كوبرفيلد

✍🏼 د . فايل المطاعني :
الكثير من القراء تواصلوا معي قائلين انني أخطأت في المعلومة فالمنامة عاصمة مملكة البحرين . وانت ايها الحكواتي الظريف تقول إن المنامة في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ، للاسف الكثير يجهل التواصل الحضاري بين الدول العربية وليس فقط دول الخليج العربي مثال عندنا في عمان جبل باسم الجبل الاخضر أيضا في ليبيا هناك جبل بنفس الاسم وايضا معنا في عمان قرية باسم تونس وقرية اخري باسم الشام وهكذا ، هناك تواصل حضاري واكيد هجرات بشرية أتت من بلد واستقرت في بلد آخر ،على العموم لنرجع إلى الحكاية .
قبل أن نذهب مباشرة لمقابلة أحد المسؤولين في إمارة رأس الخيمة قال أو اقترح صديقي اقتراح قائلا : في قرية المنامة الإماراتية هناك مطوع نحن في الخليج نطلق على اي شخص يطلق لحيته اسم مطوع لا ادري ما سر تلك التسمية ،المهم المطوع الذي يقصده صديقي هو ساحر أو لنقل دجال ،وطبعا انا وايضا صديقي الذي أصبح مسؤول كبير في بلادنا ،وطلب عدم ذكر اسمه ولكن قال ضاحكا :اكتب حكايتنا مع دايفيد كوبرفيلد .
فقلت له :حاضر قبل غروب الشمس وصلنا الى قرية المنامة ،قرية هادئة جدا ،وكأن قارب الساعة توقفت عند سبعينات القرن الماضي في تلك القرية ، طبعا انا اتحدث عن نهاية الثمانينيات وبداية التسعينات من القرن الماضي ،الطريق غير مرصوف بشكل جيد ،الغبار يتطاير والجمال تنظر اليك باستغراب ولسان حالها يقول : يا لهم من ضيوف مزعجين والسبب أننا كنا نضغط على بوق السيارة بشكل متواصل ، وتلك المخلوقات عجيبه تعتبر الشارع ملك لها ،خصوصا اذا كان الشارع غير مسفلت، فهي تترك كل الاماكن ،وتجلس في وسط الطريق ولا تريد أن تتحرك من مكانها ،حتى لو اتينا بفرقة محمود رضا الشعبية !
بعد عناء وصلنا الى منزل المطوع ،المنزل من الخارج بدائي جدا ،حيث الباب الخارجي كبير جدا لا يتناسب مع جدار البيت الصغير ، فهو للقلعة اقرب من كونه منزل للسكن . لا يوجد جرس فقد أخذت حجر صغير وبدأت أطرق الباب وبكل ما أوتيت من قوه ،ولكن لا فائدة فلم يخرج لنا أحد .
وبعد عدة طرقات ،جاءت امرأة فقالت : أن المطوع ليس موجود بالدار ،لقد ذهب في رحلة عمل إلى مدينة صحار العمانية. رحلة عمل ،حسنا ما علينا ،لك واحد منا مسمياته الخاصة إذن باءت أول محاولة للالتقاء بالمطوع بالفشل ،وصديقي مصر على لقائه قائلا لي :أن هذا افضل مطوع سوف يجلب لنا العمل المرموق الذي نبحث عنه . لابد أن ننتظره ،فقلت له والخوف بدأ يطرق أبواب قلبي :اين انتظره هنا فقال لي مازحا :لا عليك تعب ساعة ولكن بعد المقابلة سوف نرتاح سنين .
لا اعلم كيف استطعت النوم في تلك الليلة ونحن ننتظر ذلك الساحر و بعصاه السحرية سوف يفتح لنا طريق المستقبل .
جاء الصباح يختال ضاحكا ، و نهيق الحمير ونباح الكلاب ، ونظرات الجمال الرافضة لوجودنا ! فعلا لقد عشنا أجواء مرعبه .
عند الساعة الثامنة صباحا فتح الباب الكبير ،تخلل ذلك الباب ممر ضيق لا يتسع الا لشخص واحد للدخول ،تقريبا مشينا قرابة 50 متر وبعدها دخلنا في صالة كبيرة لا يوجد بها من الاثاث الا طاولة وعليها هاتف قديم وبضع كراسي متناثرة هنا وهناك ، وسمعت صوت المطوع قائلا لي : اقترب ايها المسحور !
وانا قدماي لا تحملاني من الخوف ،اعترف انني اول مرة اقابل ساحر فلم يسبق لي أن تشرفت بمعرفة تلك الشخصيات المهمة من قبل .
انتظروا حسنا سوف اصف لكم بطل قصتنا ….لم يكن بعين واحدة أو اسنان مكسورة
الحقيقة لقد كان انيق جدا بل في غاية الوسامة ،،امم يشبه الساحر العالمي دايفيد كوبرفيلد. لذلك أطلقنا عليه اسم دايفيد كوبرفيلد★
المهم لا اريد أن أطيل عليكم ..قال تعال يا مسحور فقلت له :لست مسحورا ،انما اريد حجاب للعمل ،فلقد جئت اليك طالبا للعمل فقال :حسنا لك ذلك.
وجاء بحجاب صغير وقال :اذهب ايها المسرور الى اي جهة حكومية ولن يردك أحد …طبعا اخذت الحجاب وانا في قمة السعادة .ولكن قبل أن أخرج قال : اعطني مالا فقلت له :ولما تحتاج المال ؟
فقال : ليس لي بل للنجوم فقلت له ساخرا : وهل تحتاج النجوم المال؟
فغضب وضرب الطاولة بيده وقال :ادفع وإلا لن تستفيد من خدماتي ..طبعا دفعت له صاغرآ ،وخرجنا .
وغدا سوف احدثكم عن ماذا حدث بعد أن أخذت الحجاب ،وهل فعلا كان مفعوله سحريا ام لا
وللذكريات بقية …….
دايفيد كوبرفيلد : أشهر ساحر خفة في العالم فقد اخفي تمثال الحرية
فرقة محمود رضا : اشهر فرقة الفنون الشعبية في الوطن العربي