قصائد و مقالات

رضا الناس غايه لاتدرك

✍🏼 صالح الريمي :

يقول ابن القيم:
ﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻓﺮﺣﺘﻚ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻘﻠﻚ ﺑﺎﻟﺘﺸﺎﺅﻡ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻧﺠﺎﺣﻚ ﺑﺎﻟﻐﺮﻭﺭ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﺗﻔﺎﺅﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺈﺣﺒﺎﻃﻬﻢ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻳﻮﻣﻚ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺲ، ولن ينفعك مدح أحد ولن يضرك ذمه)..
هذه المقالة لمن يعرفني ولا أعرفه، ومن أعرفه ولا يعرفني، ومن لا أعرفه ولا يعرفني، فأنا أُقدس نفسي كثيرًا، واهتم براحة بالي أكثر، ولي مزاجي المتقلب الخاص، فلا يوجد من يفهمني أكثر من نفسي، لكن من يقرأ مقالاتي وخواطري سيتفهم كوني كاتب بسيط يكتب للجميع وللمجتمع، ولا يوجد عندي أجندة خاصة أو إيدلوجيات عامة.

أنا شخص يحب النقد البناء أكثر من المدح، لا يحب الرد كثيرًا على بعض الردود الجانبية، ولا يناسبه الكثير من الحوارات القصيرة العابرة في الخلافات وخاصة الدينية والسياسية، يحب الحوارات الصادقة فيما ينفعني وينفع الناس، يفضل العزلة بالجلوس مع ذاته وكتابة الكثير من سيناريوهات مقالاته وخواطره..
القاعدة تقول:
“رضا الناس غايه لاتدرك”، ولن يرضى عنك كل الناس أبدًا، أيًا يكن، افعل الصواب دائمًا، وتذكر أن رضى الله، ثم راحة ضميرك هما الأهم.

والناس تختلف مشاربهم وأفكارهم وأذواقهم وأهواؤهم وآراؤهم، فمن ذا الذي يستطيع أن يرضيهم، كم منّا في حياته يحمل على عاتقه هم مرضاة الناس، ومع ذلك لن يتحقق؛ لأن اغلبهم لن يهتم لنجاحك؛ بل سيجعل مهمته مراقبتك حتى تسقط في زلة..
فإذا أبديت لهم نعمة حسدوك، وإذا أخفيتها عنهم عاتبوك، إن قلت قولًا حرفوا معانيه، وإن فعلت فعلًا أساءوا الظن فيه، وقد تبتسم لهم فيقولون ضعيف، وقد تمر عليك ظروف صعبة فتعبسُ ستجدهم يقولون عنيف.

*ترويقة:*
أعجبني ما قاله ابن كثير في البداية والنهاية:
الناس لن يرضوا عنك، وأقبح الناس من يسترون محاسنك، ويذكرون أسوأ مافيك، وقد قيل للحسن البصري إن ههنا قومًا يتَّبعون السقط من كلامك ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلًا، قال: لا يكبر ذلك عليك! فلقد أطمعتُ نفسي في خلود الجنان فطمعت، وأطمعتها في مجاورة الرحمن فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلًا، لأني رأيتُ الناس لا يرضون عن خالقهم فعلمتُ أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم.

*ومضة:*
الناس يختلفون اختلافًا كبيرًا في عقولهم وأهوائهم وعاداتهم وتصرفاتهم، فطلب رضاهم من المحال، وفيه من المشقة ما لا يخفى، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

عبدالله الحائطي

المشرف العام و رئيس التحرير لصحيفة الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى