قصائد و مقالات

بين الحلم و اليقظة قصة كفاح

منيره عوض الله الحربي


استيقظت بعد سبات طويل عشته مع الأحلام والأوهام.
أحلم بـ أليس في بلاد العجائب، بلاد سلام بلا مشاكل أو أضغان أو أحقاد.
تسودها البراءة وتغشاها الابتسامة.
ثم قررت…
قررت أن أجسد حلمي… أن أبني عالمي… أن أعيش بين البراءة.
واجهت الصعوبات والكثير من العقبات، ولكن بالعزم ثم العلم والإصرار، استطعتُ. افتتحت جزيرتي:
“مركز نسمة مرح الترفيهي للأطفال.”
به تحقق الإنعاش، وعدت للحياة طفلة في الستين.
ألعب بين الأطفال، أحتضنهم لأشعر بالحنان، أضحك معهم على فقاعة الصابون، أعلمهم الأبجدية.
أوجدت لي بنات لم أنجبهن.
كل طفل يدخل جزيرتي يصبح حفيدي.
كل أم تأتي لتسجيل طفلها أحسها ابنتي.
تمر السنوات، ويكبر الصغار،
لتفاجئني تلك الفتاة المنقبة وتسلم علي بحرارة.
مشاعر جياشة اجتاحتني واستغراب:
من أنتِ يا ابنتي؟
فتضحك بحب وتجيب: “أبلة منيرة! ما عرفتييني؟”
يرفرف قلبي لضحكتها، وأشعر أني أعرفها.
أحاول أن أعصر عقلي لأتذكر،
ثم استسلمت.
فتجيب: “أنا لمى، كنت عندك من عشر سنوات، والآن أنا في الثانوية.”
يا الله، كبرت الصغيرة وأصبحت عروساً.
ضحكت وهي تقول: “لا، أنا ما تزوجت، شذى تزوجت.”
شذى، اختها الكبرى.
ما أسرع الأيام، وما أجمل الإحساس.
محبة غرست في قلب الأطفال تجعلهم يتذكرون.
اللهم لك الحمد والشكر حتى ترضى.
لا زال الحلم مستمراً بأن يصبح لمركز “نسمة مرح الترفيهي للأطفال” فرع في كل مدن المملكة العربية السعودية،
بلاد العز، بلاد تقف بجوار الإنسان الطموح ليبني حلمه، تسانده وتذلل له كل الصعاب ليكون .

كمال فليج

إعلامي جزائري / نائب رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى